تمغربيت:
كل شيء في الجزائر ينذر بالانفجار، وجميع المؤشرات تقطع بأن صراع الأجنحة، والذي كان مسرح عملياته الكواليس ودسائس المكاتب.. قد طفى إلى السطح وتحول إلى صراع مسلح، وذلك بعدما وثقت كاميرات مواطنين جزائريين لمواجهات عسكرية مسلحة بين عناصر من الجيش الشعبي الجزائري.. وعناصر ممن يطلقون على أنفسهم الجيش الجزائري الحر.
في هذا الصدد، اندلعت قبل أيام مواجهات داخل مقر مديرية الأمن في ولاية وهران أدت إلى سقوط ستة قتلى من الجانبين.. كما اندلعت مواجهات مسلحة في ولاية عين الدفلة وأدت إلى سقوط مدنيين كانوا في موقع المواجهة. هذا بالإضافة إلى رصد مواجهات بالرصاص الحي في منطقة غابوية لم يحدد صاحب المقطع موقعها بالضبط.
وبالتزامن مع حالة الانفجار الداخلي، يحاول العسكر الجزائري وأحذيته الإعلامية تصدير الأزمة نحو الخارج.. وذلك من خلال التلويح بحرب قادمة مع المغرب، وأيضا من خلال دفع مرتزقة البوليساريو إلى القيام ب “مغامرات عسكرية” انطلاقا من المنطقة العازلة.. مع إمكانية تسليم العناصر الانفصالية لمنظومة أسلحة مضادة للمنظومة الجوية المغربية.. ومنظومة صواريخ قد يصل مداها إلى عمق الجنوب المغربي.
المشهد يبدو ضبابيا، ولا نعلم بالضبط من يقف وراء تحريك الأجنحة العسكرية في الداخل الجزائري.. ولكن الثابت أن هناك توجها لتغيير بنية النظام في الجزائر، خاصة وأن “الاعتراف الفرنسي” بمغربية الصحراء.. وتغير المعادلة الاستراتيجية في شمال وغرب إفريقيا جعل من هذا النظام عائقا أمام تنزيل مجموعة من المشاريع.. والتي لا يمكن الاطمئنان إلى نتائجها ونجاحها مع بقاء هذا النظام الذي أصبح أكبر مهدد للأمن والسلم في المنطقة.
كلها، إذا، مؤشرات تقطع بأن الجزائر تتجه نحو سودان جديدة.. وبأن صراع الأجنحة لن تحسمه المكاتب أو صناديق الاقتراع وإنما القول الفصل فيه للبندقية والمدفعية.. وقد نرى في القادم القريب خضوع الجزائر لوصاية قوة أجنبية كما كان الحال دائما في جغرافيا الجوار.