تمغربيت:
هناك إجماع في المغرب، رسميا وشعبيا، بأن من يقف وراء النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية هو النظام العسكري الجزائري حصريا.. وبأن البوليساريو (بزعامة ابراهيم غالي) ما هي إلا تكتل انتهازي لبعض المرتزقة يرتبط وجودهم بالدعم المالي الجزائري.. والتي جعلت من هذا النزاع قضية وجودية ترقى إلى مستوى العقيدة السياسية للآلة العسكرية الجزائرية.
في هذا السياق.. وفي ظل واقع المتدخلين في هذا النزاع المفتعل، تبقى قيادة البوليساريو الحالية خارج معادلة التدافع السياسي والدبلوماسي بين المغرب والجزائر.. اللهم بعض المغامرات داخل المنطقة العازلة والتي حسمتها الدرون المغربية بدون كثير عناء.
في ظل هذا الواقع، ربما ظلمنا ابن منطقة الرحامنة السيد ابراهيم غالي.. والذي نأى بنفسه عن هذا النزاع المفتعل من طرف الجزائر وقبلها الهالك القذافي. فالمسكين لا له في سياسة ولا في دبلوماسية، لا له في حر ولا له في سلم.. ولا علم له لا بقرارات دولية ولا حتى أين توجد اللجنة الرابعة.. وأجزم أنه لا يعلم حتى مضامين القرار 1514 و 1541 و 2625… فهذا لا يعنيه لا من قريب ولا من بعيد، لأن علاقته مع الجزائر هي علاقة العامل برب المعمل أو علاقة الموظف بالقطاع الحكومي الذي ينتمي إليه.
السي ابراهيم “الضريف والدريويش” لم يعلق لا على خريطة المغرب على قميص نهضة بركان.. ولم يتحدث عن السيادة ولا عن أتاي الدحميس، ولم يقل أية كلمة بخصوص هذه الواقعة اللهم بيان بئيس تمت صياغته وتوقيعه داخل ثكنات بن عكنون.
إنه سي ابراهيم، اسم على مسمى، صاحب أعلى دخل في الجزائر، ويسافر في طائرة رئاسية جزائرية ويتم استقباله من طرف رؤساء الدول.. ويقيم في فنادق 5 نجوم، ومع ذلك فلا تجده يهاجم المغرب يوميا ولا متحمس ل “القضية” ولا يحب حتى أن يتم حل هذا النزاع.. لأنه يعلم بأنه خارج المعادلة السياسية في الصحراء الغربية المغربية.
هو إذا أكثر شخص ظُلم في هذا النزاع من طرف بني جلدته من المغاربة لأنه أثبت فعلا بأنه غير معني به ولا بمآلات.. بل وأكثر ما يتمناه ابراهيم غالي هو استدامة هذا النزاع لضمان المرتب الشهري مدى الحياة.. خاصة وأنه يشغل منصبا لا علاقة له بإكراهات الضرائب أو التقاعد أو الضمان الاجتماعي.. فمرتب الرجل “صافي” صفاء ذهنه من نزاع اسمه “الصحراء الغربية”.