تمغربيت:
بقلم الأستاذ: عمرو الهدار
قبل الحديث عن نجاح الأغبياء..
لا شيء يمكن فصله عن السياسة إذا كان له ارتباط بالإعلام.. فنفس الحدث (بصرف النظر عن المجال) كل سيراه من زاوية نظره وانطلاقا من مصالحه.. وإني لأجد المصالح ظِلال الساسة والسياسة تحل حلهم وترتحل ارتحالهم. حتى الجهات التي لا دخل لها بالأمر إن كان لها مصلحة في توسعة دائرة الحريق فلا شك أنها ستعمل على ذلك..
إن ما حدث قبيل المباراة التي كانت مقررة بين نهضة بركان ضد اتحاد العاصمة، وما تلاه من أحداث.. يؤشر بما لا يدع مجالا للشك، على أن الساحرة المستديرة صارت أكثر من مجرد لعبة خصوصا إذا امتزجت بشيء من الدهاء أو الغباء.
يمكننا أن نستشف من الحدث أن غباء قلة حاكمة أفرز نجاحا مبهرا !! أ الغباء ينتج نجاحا؟؟؟
نجح الأغبياء
نجح غباء (أو نجاح الأعبياء) “زعماء هوك” في إشهار وترويج خريطة المملكة كاملة مكتملة على نحو غير مسبوق.. سواء عبر محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي أو عبر المواقع الإخبارية.. والأهم أنها نحتت في عقول وصدور صغار الصغار أيضا.
كما نجح غباء “مسؤولي هوكستان” في إبراز القدرة السحرية لالتحام صفوف مختلف فئات المجتمع المغربي على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم الفكرية.. وانتماءاتهم السياسية بمجرد المساس برمز من رموزهم الوطنية.
ونجح غباء “جيران الشرق” في سوء استقبال وضيافة أحفاد من آووا ونصروا يوم كان الإيواء والنصرة يساويان قطع الأعناق والأرزاق.
العسكر.. حطب الفتنة
ثم إن غباء قلة هناك نجح في إشعال نار فتنة بين شعبين ما يجمعهما أكثر مما يفرقهما.. وهي فتنة تأججت في فئة هي مستقبل البلدين لا يبدو أنها ستنطفئ ما دام الغباء السياسي والعسكري سيد الجارة الشرقية.
ولن يختلف عاقلان حول نجاح الغباء “الهوكستاني” في جعل نفسه أضحوكة حول العالم بادعائه أن أمر خريطة القمصان تعد قضية سيادية.. مما يعني بشكل أو بآخر أنه يطمع لنفسه في صحرائنا -ولو عبر كراكيز جمعهم من كل حدب وصوب-.. وفي الوقت ذاته حين يُستدعى الأغبياء لطاولة الحوار المستديرة يرفضون الحضور مدعين أنهم ليسوا طرفا في الصراع.
العسكر.. قصة غباء لا تنتهي
ويحدث أن غباء “قيادة الجيران” همته خريطة القمصان ولم يهتم لواقع الأرض والقلوب والبنيان.. فليحمدوا الله أن شباب المسيرة لم يعد في صفوف الدرجة الأولى لكرة القدم.. فلربما لو كان لايزال يلعب في الدوري الممتاز -ربما- كانوا ليضطروا للعب في العيون ليعرفوا أين تقع واقعا وتاريخا ليفهموا المستقبل بعيدا عن مجرد خريطة على القمصان.
ثم إنه أصبح معلوما أيضا أن الغباء المقصود، نجح في تقديم أكبر حملة إشهارية لنادي نهضة بركان عالميا.. ولشاي الدحميس المقربة صاحبته من “بعبع المخزن” الذي يشكل حساسية ل”هووك”.. ناهيك عن نجاح أغبيائهم في منح نهضة بركان فوزا مستحقا عن مباراة الذهاب نظير رزانتهم وإصرارهم وضبط أنفسهم وبعد نظرهم رغم كثرة الاستفزازات وحدتها.. ولا زال غباء مسؤوليهم يرسم صورة نجاح لمسؤولينا.
رأيكم..
في نظركم هل كل هذا غباء من تلك الجهة؟ أمر وارد، ومحتمل جدا أن يكون مجرد استغباء لشعب كامل -مهما كانت الكلفة- إلهاءً له لتصدير الأزمات الداخلية وللاستمرار في نهب الثروات وتحويلها إلى كبرائهم ممن علموهم “فرق تسد”؟!
أم يا ترى نجحوا فعلا في جعل الجميع -بمن فيهم نحن- ننظر فقط من داخل الصندوق؟
فلننظر لداخل الصندوق من خارجه، وعلينا ألا ننسى دوما التأمل مطولا فيما حولنا بعيدا عن ذات الصندوق…
((ملاحظة: لم ولن نكون يوما ما دعاة فتنة بين شعبين ما يجمعهما أكثر مما يفرقهما، لكننا نكتب على أمل أن يستفيق بعض ضحايا غسيل الأدمغة.. والجهات المنقدة في المقال هم القادة السياسيون والعسكريون الذين جعلوا عقيدة عداء المغرب دينهم وديدنهم، ولا نملك إلا أن نأمل لهم الهداية أو النهاية)).