تمغربيت:
بقلم الأستاذ: نبيل هرباز
نحن المغاربة المهتمون بالشأن السياسي نعلم علم اليقين ما يعانيه جيراننا في غابة الجزائر المجاورة لنا شرقا.. تلكم الغابة التي كانت دائما ولا زالت محكومة بلغة الحديد والنار، من طرف من يصله الدور من كابرانات خردة الجيش الفرنسي.. والذين يتناوبون على التحكم في شعبها. الكابران الذي لا يمتلك من أدوات الحكم ما يؤهله لذلك، فلا معرفة له ولا نضال سياسي يؤطرانه.. ولا دراسة قانونية تبصره، والمشكل الأكبر أنه عديم الأخلاق والمبادئ.
الكابران لا يؤمن بمنطق المؤسسات
هو ذلك الكابران الذي لا يفهم معنى المؤسسات، ولا معنى توزيع المهام والسلطات، والاختصاصات والمسؤوليات الضرورية لتسيير دولة.. كل هذا لا حاجة للكابران به، ولن يحتاجه في حكم الغابة والتحكم في سكانها الدين كتب عليهم أن يعيشوا في غابته التي يعتبرها ملكا خالصا له.. ورثه من سلفه وسجله باسمه.
سياسة حكم الجزائر بالنسبة لفهم الكابران لا تختلف عن سياسة حكم مروض الحيوانات المتوحشة الذي لا يحتاج للتحكم فيها غير جرعة مخدر، وسوط، ومسدس.. سوط يجلد به مؤخراتها لتتحرك على هواه، وتمتثل لأوامره، ومخدر يشغلها عن التفكير في التحرر من قبضته.. وهو الآلة الإعلامية المطبلة للكابران وقراراته الهوجاء.
وأخيرا مسدس ينهي به حياة الحيوانات التي يرى المروض أنها أصبحت خطيرة و تهدد تحكمه، لتتحرر من قبضته وقيوده. ولعل المضحك في كل هذا هو أن الكابران يُشرع لنفسه ما يشاء ومتى شاء، وكيفما شاء.. حتى طغى لدرجة أنه أصبح يتدخل حتى في الرياضة، ويستكثر على رعاياه بالجزائر فرحة الفرجة التي قد تنسيهم وتنفس عنهم ضيق العيش.. ليتدخل بجبروته وبلادته المعهودة، ويمنع لقاء نصف نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية بين فريقي اتحاد العاصمة الجزائري، ونهضة بركان المغربي.
فريق اتحاد العاصمة الذي يشكل نقطة الضوء الوحيدة، وأمل الرياضة الجزائرية في تحقيق فرحة للشعب الجزائري على المستوى القاري.. بعد سلاسل الهزائم والإخفاقات الرياضية التي عرفتها منتخبات وفرق الغابة في جميع المنافسات الرياضية الدولية منذ سنين.
ليس دفاعا عن الشعب الجزائري
انا لا أقول هذا الكلام دفاعا عن الشعب الجزائري، ولا أقوله لأحرضه على الثورة على الوضع.. بل اقوله فقط لأحلل ما نراه، وأومن بأن الشعب الجزائري دون غيره هو من يجب أن يدافع عن حقوقه وكرامته المغتصبة، إن أراد تغيير ما به.. لأن الله عز وجل يقول في كتابه العزيز، في سورة الرعد “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) صدق الله العظيم.
كما أن الكاتب والفيلسوف الفرنسي جوزيف ميستر الذي عاش في القرن السابع عشر، كتب يقول “…كل أمة لها من الحكام فقط ما تستحق”.. وهناك أثر جرى بين الناس مجرى التواتر يقول “كيفما كنتم يولى عليكم”. وبقراءتي لتاريخ مدينة الجزائر استنتجت منه أنها لم تكن يوما ما دولة محترمة.. وأن سكان أرضها عاشوا دائما مضطهدين مستعمرين ومشردين، حتى أهداهم ديغول دولة لم يصنعوها بمجهودهم، فعجزوا عن تسييرها.
إذا الخلل ليس فقط في عسكر الجزائر وحكمهم، ولكن الخلل يوجد في طبيعة الإنسان الجزائري الذي يرضى أن يحكم بطريقة الترويض وبأدوات لا تزيد عن مخدر وسوط، ومسدس. ويرضى الذل والخنوع لتخدير وسوط جلاده حتى لا يقتل بمسدسه.