تمغربيت:
بقلم / الدكتور يوسف البردويل
كما هي العادة وعلى درب سابقيه من الملوك الأساطير.. أرسل الملك محمد السادس طائرات في سماء غزة تحلق وتطير وترفرف راية المغرب لتؤكد على أن فلسطين جزء لا يتجزأ من المغرب..
وكما هي العادة سرب الشاحنات إلي غزة يسير ويكسر كل أسوار الحصار ويقدم دعمه كهجوم طير الأبابيل.. كما هي العادة، وعلى درب الراحل الحسن الثاني ملك المغرب محمد السادس يسير .. لم يكن جديدا ولا مستغربا بعد استنفاذ كل القنوات الدولية والأوروبية والعربية والاسلامية الشرعية أن يكون للمغرب موقفا حاسما.. وبصمة تاريخية في أشرس حرب عرفتها البشرية بعد الحرب العالمية.
هذا الموقف تعود عليه الفلسطينيين من ملك المغرب في تجارب حصار غزة السابقة.. فلطالما كان المغرب حاضرا بمستشفيات عسكرية متنقلة وبسيارات إسعاف وبكوادر طبية وبمساعدات غذائية وإنسانية متنوعة تحمل اسم المملكة المغربية وملكها الهمام حفظه الله ورعاه. وكما سبق وقلنا فهذا الموقف ليس الأول الذي يحسب للملك في هذه الحرب بل كان المغرب أول من دعا لاجتماع مجلس الوزراء العرب.. واتخذ قرارا بضرورة الضغط على إسرائيل لإيقاف الحرب كما كان من الدول الداعمة للدعوى التي رفعتها “جنوب افريقيا” على اسرائيل.. علاوة على تخصيص الملك لمساعدات للطلبة الفلسطينيين الذين تلقوا تعليمهم في الجامعات المغربية هذا بالإضافة إلى زيادة نسبة المنحة الدراسية لطلبة غزة المتواجدين في المغرب.
إن خطوة المغرب في إرسال المساعدات ما هي إلا رسالة تؤكد على أن المغرب استحق رئاسة لجنة القدس بجدارة.. وأنه الأكثر حرصا على القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني وأن التطبيع مع إسرائيل لا يعني ترك الفلسطينيين وحدهم في الميدان.. هي حقا خطوة تستحق التقدير والعرفان ولا زلنا كفلسطينيين نطمع في المزيد من المغرب باعتباره لاعبا دوليا فاعلا ومؤثرا.
الرسالة الأكثر قوة في هذه الخطوة المغربية الوطنية العربية القومية بامتياز هي أنه.. وكما يقول المثل العربي ” جارك القريب أحق من أخوك البعيد”، ولكن ما وقع العكس فلا بعد المسافات ولا الجغرافيا منع المغرب من الانسلاخ عن عروبته ودوره اتجاه القضايا العربية.. باعتباره جزءا لا يتجزأ من الوطن والأمة العربيين. ويبقى السؤال: هل ستكون هذه الخطوة المغربية الجريئة، والتي تحدت الغطرسة الأمريكية والصهيونية، مدعاة لدول أخرى للسير على نهج النموذج المغربي والاحتذاء به ؟