تمغربيت:
في أسلوب يشبه أساليب العصابات وعناصر المافيا وليس نظام سياسي يتعامل مع باقي الدول بمنطق احترام السيادة الوطنية.. وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.. قام “زين السمية” بالاتصال هاتفيا بالرئيس الموريتاني محمد الشيخ ولد الغزواني، ووجه إليه، حسب بعض الصحف الموريتانيا، سيلا من العبارات التي ظاهرها الترغيب وباطنها الترهيب.. وذلك على خلفية رفض موريتانيا الانضمام إلى تكتل مغاربي يستثني المغرب، والذي كان له الفضل الأول في هذا البناء قبل أن تكون الجزائر شيئا مذكورا.
ويبدو أن موريتانيا ولد الغزواني تدير، بعين المصالح الاستراتيجية، علاقاتها مع دول الجوار.. وترى في المبادرة المغربية للدول المطلة على الأطلسي، وكذا مشروع أنبوب الغاز النيجيري المغربي، ومبادرة الملك محمد السادس لفائدة دول الساحل والصحراء.. فرصة كبيرة جدا والتي لا يمكن مقارنتها مع مناورة جزائرية خلقت ميتة. خاصة وأن الجزائر تعول على تونس قيس سعيد وعلى “نصف ليبيا”.. وذلك بدون أهداف واضحة المعالم يمكن أن تكون لها انعكاسات إيجابية على نواكشوط.
ويرى بعض الباحثين بأن العداء المرضي للجزائر اتجاه المغرب، ربما يتجاوز مخططات عسكر بن عكنون.. إلى لعب دور خبيث في المنطقة بإيعاز من مركز القرار والتوجيه في الإليزي.. خاصة وأن النظام العسكري الجزائري يبقى مجرد أداة وظيفية يحركها البعض خدمة لأهداف القوى الاستعمارية الكلاسيكية.. وأيضا للقوى التي تريد أن تجد لها موقعا داخل القارة الإفريقية وعلى رأسها روسيا وإيران وتركيا.