تمغربيت:
“العداوة ثابتة والصواب يكون”..
ربما هذا شعار ونهج الإعلام المحترم (على عكس إعلام العار) والذي عليه أن يختار وينتقي الكلمات المناسبة من أجل إيصال الرسائل الودية والعدائية على السواء. ولعل الانتماء إلى الإسلام والامازيغية والعروبة يفرض نوعا من التعامل الشريف حتى في خضم الحروب وتحت ضلال السيوف. وهي تربية الملوك التي تربى عليها المغاربة ممن جعلوا القلم أداة للدفاع والترافع عن القضايا المصيرية للمملكة.
غير أن إعلام العار شرق الجدار.. وشياطين الليل والنهار، تأبى إلا الاستمرار في استعمال قواميس الخزي والعار وعبارات السب وقلة الوقار. ولتخرج علينا وكالة الأنباء الرسمية الجزائرية بمصطلحات تمتح من قواميس الحيوانات ومن خطاب الحمير والبغال لينزلوا إلى درك الأنعام أو أضل سبيلا.
فكيف يقبل إعلام رسمي أن يستخدم مصطلحات من قبيل “كانيش مخزني صهيوني” و “كُليب”.. للرد على مقال صحفي عادي جدا، في الوقت الذي يجب فيه على الإعلام الرسمي أن يرتقي بلحن الخطاب.. وأن يترفع حتى في الخوض في سفائف الأخبار ويلجأ إلى أسلوب “المعاطية” وسوء الأدب وقلة الوقار؟؟
إنها الزريبة يا سادة.. زريبة العسكر التي ابتلي بها الجزائريون أولا ثم ابتلينا بهم ثانيا عندما تسببت لعنة الجغرافيا في مساكنتنا لأحط المخلوقات.. وأمكر خلق الله.
المعارض الجزائري شوقي بن زهرة علق على هذه السقطة الإعلامية بالقول “الانحطاط الأخلاقي لوكالة الأنباء الجزائرية لا يمكن أن تجد مثيلا له حتى في أقذر بيوت الرذيلة.. لم يحدث في التاريخ أن استعملت وكالة أنباء رسمية أو أي وسيلة اعلامية مصطلحات مثل “كانيش مخزني صهيوني”.. و”كليب” للرد على مقال صحفي.. نظام “لا وزن لا هيبة لا مواقف” دخل في حالة جنونية وفي حالة تخبط صارت تهدد وجود الجزائر كبلد”.