تمغربيت:
العمق الإفريقي للمغرب والمغاربة لم يترسخ بالأمس القريب وإنما هو نتاج قرون وقرون من التراكمات السياسية والثقافية والاقتصادية.. والأكثر من ذلك أن الإمبراطورية الشريفة كان لها الفضل في نشر الإسلام خاصة في منطقة غرب إفريقيا.. والتأسيس لل “العلاقات المغربية الإفريقية” المستمرة والممتدة في التاريخ والجغرافيا.
مناسبة الحديث هي الثورة التي أحدثها المغاربة في الكوت ديفوار.. هذا البلد الجميل والشقيق الذي استطاعت دولته تنظيم دورة استثنائية لكأس أمم إفريقيا. وبركان الحب الذي عبر عنه الإيفواريون في علاقتهم بالجمهور المغربي الرائع.. خاصة بعدما كان المنتخب المغربي سببا في استمرارهم في هذه المغامرة الإفريقية.
فتصوروا معي كيف أن بعض الجماهير المغربية، ومباراة في كرة القدم جعلت ألسن الإيفواريين تلهج بذكر المغرب.. وأجزم أنها أوصلت العلاقات بين البلدين إلى مستويات تتجاوز ما هو استراتيجي لتصل إلى ما هو أخوي.. وتزيد ممن تمتين العلاقات المغربية الإفريقية بشكل عام.
تفاعل شعب الكوت ديفوار الرائع مع المغاربة، ودون مقابل مادي، ذكرني ب “فولاد الحرام“، من النظام العسكري الجزائري وأتباعه والمتماهين معه منذ 1962م وإلى اليوم. هؤلاء السفلة، منحناهم أموالنا وأسلحتنا ودماءنا، وفتحنا لهم بيوتنا.. وكان المغرب هو قاعدتهم الخلفية ومأواهم وملاذهم.. غير أن المجرم يبقى دائما مجرم والثعلب يبقى دائما ثعلب مهما لبس ثياب الواعظين.
في هذا الصدد، ومباشرة بعد استقلال الثعالب سلقونا بألسنة حداد.. وكانوا أشد علينا من غيرهم.. واجتهدوا في تقسيمنا وتمزيقنا والإطاحة بالدولة المغربية بالجملة. لا لشيء إلا لأن اللئام لا عهد لهم ولا ذمة.. ولا أمان لهم ولا شرف، فزرعوا في البسطاء عقيدة الحقد والبغض والكراهية.. وأعدموا فيهم روح الاعتراف وأخلاق الامتنان.. فحولوهم إلى كائنات مشوهة لا تمت لأهل الأرض بصلة ولا للبشرية بوصل.. واليوم يفرحون لهزيمة في مباراة في كرة القدم وكانوا سباقين لتوديع البطولة بعدما احتلوا المرتبة الأخيرة في مجموعتهم..
فلعنة الله على الجغرافيا التي حشرتنا مع أحط خلق الله.. من هذا النظام الكريه وأتباعه، والحمد لله على نعمة الحدود، والتي يجب دعمها بجدار عازل طوله 10 أمتار وعرضه 30 مترا وفوقه الأسلاك الشائكة مع ضرورة ربطها بالتيار الكهربائي عالي الجهد.