تمغربيت:
ما يحصل في الجزائر يثير الضحك والشفقة في الآن ذاته.. فبعد الإخفاق الثاني على التوالي في منافسات الكأس الإفريقية “لثعالب الصحراء”.. وإخفاق نظام العسكر في “بردعة” الجمهور والشعب الجزائري، من خلال الكرة الساحرة، كما كان الحال في 2019..
وصلت الأمور في جزائر الإخفاقات والفشل، إلى تناول ونقاش، الإعلام ومنصات التواصل والشعب بكامله، موضوعا واحدا.. هو إقالة أو استقالة أو فسخ العقد بالتراضي بين “الفاف” وبلماضي..
بلماضي الذي جعل شعبا بكامله يحن للماضي القريب (عام 2019) والماضي البعيد (منتخب 1982).. أصبح اليوم في نظر الجزائريين “بلمادّي” يناقش مستحقاته المتبقية، كما ينص العقد، إلى دجنبر 2026 ..
عقد معنوي!!!
ذلك العقد الذي قيل عنه بعد خروج ثعالب الصحراء مقصية من طرف الكاميرون، بأنه “عقد معنوي” ! لم نسمع بهكذا عقد في تاريخ العقود عبر التاريخ ! اتضح في الأخير بأنه عقد “مادي” كسائر العقود بالعالم.. عقد يمنح “جمال” أضخم شهرية في القارة (210 ألف دولار شهريا)، ناهيك عن منح الشركة العمومية الجزائرية من فلوس الشعب (1.5 ألف دولار .. أي مليون ونصف مليون سنتيم مغربية) يوميا للسي جمال هذا أي 45 مليون سنتيم شهريا مقابل الإشهار والسبوسورينغ..
بلماضي مدرب فرنسي
الشارع الجزائري يناقش ويحلل ويصرخ ويندب ويبكي ويشكي، حول موضوع غريب.. يتعلق الأمر بمدى وطنية “بلمادّي” أو عدم وطنيته.. رغم أن الرجل لا يطالب إلا بمستحقاته كما ينص القانون باعتباره شريعة المتعاقدين.. ورغم أن (Belmadi) وقّع عقده مع “الفاف” الجزائرية باعتباره مواطنا فرنسيا ! فكل الكبار في الجزائر فرنسيون أولا حائزون على الجنسية الفرنسية.. وإن شئت بعدها، جزائريون ثانيا..
دراجي وجميع أبواق العسكر “زعفانين وغاضبين” من جمال لأنه طالب بمستحقاته التي تصل إلى 7 مليون دولار أي 7 مليار سنتيم مغربية ..
لكن هذا الشعب والعسكر وإعلامه لا يغضبه صرف العسكر لأكثر من 500 مليار على وهم وسراب اسمه (البوليساريو) يحتل تندوف منذ قرابة نصف قرن !
والشعب الجزائري لا يغضبه الاستيقاظ على الخامسة صباحا من أجل طابور على ساشي حليب.. ولا البقاء إلى ما وراء صلاة العشاء من أجل طابور على مادة أساسية أخرى..
فتبا لمثل هذا النظام وتبا لإعلام يطبل لهكذا نظام وتبا لشعب يعيش في كنف هذا النظام..
بلماضي يستحق أن يأخذ آخر دولار من مستحقاته.. وبإمكانه كما فعل من سبقوه أن “يجرجر” الفاف في المحكمة الدولية (TAS) ويأخذها ويأخذ أتعاب المحاكمة أيضا.. فالحق في جانبه.. خصوصا أنه فرنسي أولا .. وجزائري ثانيا .. و”مااااضي مزياااان” ثالثا .. ولا دخل للوطنية هنا.. ولا للشوهدا هنا ..