تمغربيت:
في الوقت الذي لم يعد فيه كلام عن مشروع أنبوب الغاز بين الجزائر ونيجيريا.. ولا حتى من باب البروباغوندا.. ولا من أجل ذر الرماد في عيون الجزائري المبردع ! ولا حتى من أجل وعود انتخابية تبونية كاذبة لرئاسيات 2024.. في هذا الوقت مشروع أنبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا لا يزال قائماً.. والبلدان مستمران في البحث عن تمويله.. وكان آخر مستجد لهذا المشروع العملاق الذي يهم 13 بلدا إفريقيا، كما يهم الربط الطاقي بين قارتين (إفريقيا وأوربا).. قيام الملك محمد السادس بمهاتفة الرئيس النيجيري “بولا أحمد أديكونلي تينوبو” من أجل التباحث حوله.. مستغلا الفرصة لدعوة فخامته لزيارة رسمية خاصة إلى المملكة الشريفة ..
مشروع القرن
والمشروع كما وصفه الملك “سيشكّل رافعة استراتيجية للاندماج الإقليمي”.. فالأمر يتعلق بأضخم مشروع لنقل الغاز في إفريقيا، إذ سيمر في حال إنجازه على امتداد 5600 كلم.. عبر 11 دولة إفريقية، هي: بنين وتوغو وغانا وكوت ديفوار وليبيريا وسيراليون، وغينيا وغينيا بيساو وغامبيا والسنغال وموريتانيا.
مشروع اقترب من بداية تنزيله على أرض الواقع وبداية تنفيذ أشغاله.. وفق ما جاء على لسان وزير الدولة للموارد البترولية في نيجيريا “أكبيريكي أيكبو” الذي حدد موعد الأشغال في عام 2024..
مشروع عملاق
مشروع عملاق يتوقع أن تصل تكاليفه الأولية إلى نحو 25 مليار دولار على أساس إمكانية نقل ثلاثة مليارات متر مكعب من الغاز يوميا.. ويمكن أن يوفر الغاز لحوالي 400 مليون شخص.
مشروع قاري، أقدمت أطراف معنية على توقيع اتفاقيات عديدة بشأنه.. من قبيل اتفاقية 2022 الخاصة بالتزام كل من المغرب ونيجيريا والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا بالمساهمة في تنفيذه وتفعيله.. ومذكرات تفاهم 2022 أيضا، التي وقعها المغرب مع نيجيريا وغامبيا وغينيا بيساو وغينيا وسيراليون وغانا والسنغال وموريتانيا.. ثم مذكرات تفاهم 2023 بين المغرب مع كوت ديفوار وليبيريا وغينيا وبِنين.
حلم قارتين
مشروع قاري يسير بخطى ثابتة، حيث، سبق وأن موّل صندوق أوبك للتنمية الدولية جزءاً من الدراسات الأولية الخاصة به.. كما أكدت نيجيريا أن البنك الإسلامي للتنمية مستعد لدعم تمويل المشروع.. وأيضا، حصل المغرب على وعد إماراتي بالمساهمة في الاستثمار في المشروع، من خلال مذكرة تفاهم بين البلدين، وُقعت نهاية 2023 بين الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد، وجلالة الملك محمد السادس في العاصمة الإماراتية أبوظبي.. كما يسعى المغرب لجلب مستثمرين جدد.. خصوصاً بعد الأزمة في أسواق الطاقة، إثر الغزو الروسي لأوكرانيا وبحث أوروبا عن موارد جديدة بديلة للغاز الروسي ..