تمغربيت:
مخطئ من يظن أن التهجم على المغرب من طرف التنظيم العسكري الجزائري هو حالة مرضية.. أو مجرد ردة فعل عكسية على ما وصلت إليه المملكة المغربية. ومخطئ من يظن أن فوزي لقجع مستهدف لشخصه أو لما يمثله من رمزية داخل الهرم المؤسساتي المغربي. وحقيقة الأمر أن الكيان شرق الجدار لا يمتلك من أدوات الإلهاء وصرف الأنظار حول الأزمة البنيوية التي تعيشها الجزائر إلا المملكة المغربية الشريفة، وأمثال بوريطة ولقجع.
صحيح أن العداء مرضي، وصحيح أن أصل الداء ومكمن البلاء يكمن في العقيدة البوخروبية. والتي جعلت من العداء للمغرب عقيدة دينية وجزء لا تجزأ من التعبير السياسي الداخلي للجزائر.. إلا أن هذا البلد المسكين وجد نفسه في ورطة حقيقية تهدد بسقوط بنية الدولة الجزائرية.
تصوروا معي أن بلدا بهذه المساحة، يذهب جزء من نفطه إلى الدولة الاستعمارية والجزء الآخر عبارة عن ريع تقتات منه الطبقة العسكرية.. ومن يدور في فلكها. واحتياطات الغاز لن تدوم إلا بضع سنوات.. وهناك أزمة اجتماعية وسياسية على أبواب الانفجار. كل هذه العوامل تدفع النظام الجزائري إلى البحث عن أية شماعة يعلق عليها سوء التسيير والتدبير والذي حول بلاد النفط والغاز إلى مستنقع اجتماعي واقتصادي جعلت الجزائر تحتل درك السلم في مؤشرات الاقتصاد والتنمية.. وهو ما انعكس على الطوابير الكيلوميترية التي يقف فيها المواطن الجزائري من أجل أبسط مقومات العيش الكريم.
وإذا كان لقجع ظاهرة تسييرية قلما يجود الزمان بمثلها.. لكنه، في الحقيقة، ليس عدوا للجزائر بل أحد المساهمين في تثبيت الأمن القومي الجزائري. وبدل أن يتحدث القوم عن الزيت والسكر والسميد واللوبيا والعدس، تجدهم تلهج ألسنتهم بذكر لقجع.. وهذا يصب في مصلحة النظام الجزائري. ومن هنا نستنتج أن لقجع هو، من وجهة نظر عسكرية طبعا، حليف موضوعي للنظام الجزائري ويستحيل أن يكون عدوا له.
أعتقد على لقجع أن يطالب براتب شهري محترم من النظام الجزائري لأنه يساهم في استتباب الأمن واستمرار النظام في الكيان شرق الجدار.. ولربما بشكل أقوى وأنجع مما تقوم به الأجهزة العسكرية والأمنية في الجارة شرق الجدار الأمني.