تمغربيت:
صفحة جديدة ومشرقة من صفحات الإمبراطورية المغربية الشريفة.. وتتمة لسلسلة عظماء المغرب.. اليوم سنتناول شخصية أمازيغية زناتية مغربية أسست واحدة من أقوى الدول في المغرب الإسلامي.. فمن هو يعقوب المنصور المريني؟
هو أبو يوسف يعقوب بن عبد الحق ولد سنة 1212م.. من قبائل زناتة الأمازيغية القوية والتي كانت تستوطن بين فجيج وملوية.. تولى زعامة قومه بعد أن مات أخوه أبي يحيى بن عبد الحق.. وقضى على الموحدين بالمغرب معلنا قيام الدولة المرينية.
في هذا السياق، يعتبر أبو يوسف يعقوب بن عبد الحق هو المؤسس الفعلي للدولة المرينية.. دولة ستكتب تاريخ المغرب بحروف من ذهب.. كما أن سلاطينها لقبوا بملوك البروتوكول.. فقد أضفوا هيبة وأبهة ساحرة على ملامح الإمبراطورية المغربية الشريفة.
وتتمة لما قلناه لقب أبو يوسف يعقوب بن عبد الحق بالمنصور بالله.. نظراً لدفاعه عن الأندلس في عدة حملات قادها بنفسه.. تكللت بانتصارات تعتبر فارقة في تاريخ الأندلس بحيث أخرت سقوطها لنحو قرنين من الزمان.. كما لقب بالسلطان المجاهد فقد كان يتقدم ويخطب في جيوشه ويُحفزهم على الجهاد والموت في سبيل الله.. وكما قال فيه ابن الخطيب في كتابه “اللمحة البدرية في الدولة النصرية” ص42.. “كان ملكًا صالحًا، سليم الصدر، مخفوض الجناح، شارعًا أبواب الدالة عليه منهم، أشبه بالشيوخ منه بالملوك، في إخمال اللفظ، والإغضاء عن الجفوة، والنداء بالكنية”.
عرف يوسف يعقوب بن عبد الحق في كتب التاريخ بيعقوب المنصور المريني ولعل تقارب وتشابه الأسماء بينه وبين يعقوب المنصور الموحدي ماثله كذلك تشابه في الملاحم والبطولات.. ولعل أبرزها معركة “دون نونيو دي لارا” والتي أرجعت هيبة اسم المغرب المفقودة منذ معركة العقاب.
قصة رهن تاج ألفونسو العاشر
ونُذكر قارئ “تمغربيت” بقصة جميلة تحيل على عظمة سلاطين بنو مرين وهيبة الدولة المغربية.. ذلك أن ولي عهد سانشو أراد الانقلاب على أبيه ألفونسو العاشر والذي كان مدعوما من بنو نصر فقرر أمير المسلمين يعقوب المنصور المريني أن يدعم الملك ألفونسو فأعطاه 60.000 دينار ذهبي.. فرهن ألفونسو تاجه لسلطان المغرب.. وانحنى كذلك وقبّل يده طالباً يد العون لإرجاعه لملك قشتالة.. هذا تاريخنا فأين تاريخكم ؟.. ولا غالب إلاّ الله.