تمغربيت:
د. عبد الحق الصنايبي
يبدو ان حالة الفقر التاريخي والصمت الحضاري الذي تعاني منه جغرافيا الجزائر.. قد انعكس على البنية السلوكية للعسكر، كما انعكس على مجموعة من التعبيرات المضحكة والتي أبدع فيها رأس الدولة وعظيم الجزائر دون منازع “عمي تبون”. وهو ما جعله يراكم لشعبية قوية حتى داخل مغرب.. دفعت فئة كبيرة من المغاربة إلى رفع شعار “عاش تبون ولا عاش من خانه”.
في هذا السياق، ونحن نطالع شذرات من التاريخ العظيم للقوة الضاربة.. استوقفتنا فقرة من كتاب “أيام مع الرئيس هواري بومدين” للمسؤول الإعلامي للرئاسة الجزائرية على عهد بوخروبة محي الدين عميمور. وهذه الفقرة مرتبطة بمراسيم دفن بومدين في مقبرة العالية.
ولعل المضحك المبكي في بلد “عمي تبون” أن عميمور يحكي عن ترتيبات الدفن التي أطرها إلى جانب مدير التشريفات آنذاك مولود حمروش.. فيقول أنه عندما توجه المسؤولان إلى مقبرة العالية، أثار انتباهه منظر القبور التي تم توجيهها عكس القبلة.. بما فيها قبر الأجير عبد القادر وقبر بومدين.
وهنا نجد عميمور يقول نصا في الصفحة 91/92 “هنا أذكر شيئا، فعشية يوم الجنازة توجهت رفقة الأخ مولود حمروش، مدير التشريفات آنذاك، إلى مقبرة العالية.. للاطلاع على الاستعدادات الأخيرة للدفن. ولاحظت والشمس تتأهب للمغيب أمرا بدا لي غريبا.. فقد كان اتجاه قبر الأمير عبد القادر عكس اتجاه القبلة”.
والغريب أنهم كانوا سيدفنون جثة هواري بومدين عكس اتجاه القبلة أيضا.. غير أن ملاحظة عميمور سارعت بتصحيح الوضع. ويواصل عميمور بالقول بأن القبور التي حفرت قبل وفاة هواري بومدين كلها وُجهت عكس اتجاه القبلة.. وهو ما يقطع بأن القوم فقراء في كل شيء حتى في معرفة اتجاه القبلة.
ويذكر أن هذه الحادثة ليست الوحيدة التي أثارت استهجان واستهزاء المتابعين.. فقد تم بناء أحد المساجد في الجزائر والذي يضم منبر عكس اتجاه القبلة.. وهو ما دفع أحد المصلين الجزائريين إلى التعليق ساخرا “عامين وحنا نصليو لإسبانيا الله يقبل”.