تمغربيت:
في أحد أبرز وجوه النفاق العربي على المستوى الشعبي وتيارات الإسلام السياسي والقومي واليساري.. يستمر تقتيل وتهجير الشعب السوري في صمت، بعيدا عن بهرجة الشعوب العربية.. لأن القضية السورية والسودانية وغيرها، لا تتوفر على “سجل تجاري” يمكن استغلاله للتجارة الوسخة، مثلما هو الحال بالنسبة ل “الكضية الفلسطينية”.
وتستمر معاناة السوريين
فمنذ العام 2011، تسبّب النزاع والانتفاضة الشعبية ضد النظام الدكتاتوري الأسدي في سوريا.. في مقتل أزيد من نصف مليون شخص، وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية والاقتصاد.. ودفع أكثر من نصف السكان إلى النزوح داخل سوريا أو اللجوء خارجها.
وفضلا عن هذا، كان القصف الإسرائيلي دائم الاستمرار على سوريا ومحافظاتها.. دون أن يثير أي غضب لا داخل سوريا ولا في “الوجدان العربي” الذي يزن القضايا بميزان الهوى والصورة..
فبالأمس فقط، كمثال، قصفت إسرائيل قرى حلب مخلفة 8 قتلى.. وكمثال آخر، قبل يومين، استهدفت صواريخ إسرائيلية، السبت الماضي، منطقة مطار النيرب العسكري قرب مطار حلب الدولي ما أدى لمقتل 5 مقاتلين موالين لطهران 3 مدنيين.
لقد قُتل أكثر من 4360 شخصاً في سوريا خلال عام 2023، في حصيلة سنوية.. وفق ما أعلن عنه المرصد السوري لحقوق الإنسان. كما سجّل عام 2022 حوالى 3800 قتيل، في حصيلة سنوية كانت الأدنى منذ اندلاع النزاع في البلاد عام 2011، وفق المرصد.
وبشيء من التفصيل.. تشمل حصيلة عام 2023 بحسب المرصد 1889 مدنياً بينهم 241 امرأة و307 أطفال.. ومن بين القتلى كذلك 898 عنصراً من قوات الجيش السوري ونحو 600 مقاتل من مجموعات موالية لها من جنسيات سورية وغير سورية… ويتوزع باقي القتلى على عناصر تنظيم داعش وفصائل معارضة، وقوات سوريا الديمقراطية والوحدات الكردية والتشكيلات العاملة معها.
الشعب السوري والسوداني لا بواكي لهم
لا أحد من أصحاب “الكضية” يأبه للسوريين والقضية السورية والسودانيين وقضية السودان ووو.. همهم استغال الكضية لرفع رصيدهم الانتخابي.. كما همهم ربط الكضية الفلسطينية بالهجوم والانتقام من وعلى خصومهم السياسيين الداخليين.. وكما همهم أيضا التغني بنصرة الخارج البعيد عن البلاد بآلاف الكيلومترات، والتغاضي عن شؤون الوطن ووحدة الوطن الترابية وهموم المواطن..
ما الفرق بين السوري والفلسطيني والسوداني؟ وهل يا ترى الدم السوري أرخص من الدم الفلسطيني ؟ أم أن المسألة مسألة تجارة بفلسطين يمكن أن يجتمع حولها مئات الآلاف بينما غيرها من القضايا العربية الأخرى لا رصيد لها ولا سجل تجاري لها ؟