تمغربيت:
صفحة جديدة من صفحات الإمبراطورية المغربية الشريفة.. تاريخ مجيد وعظيم سطره رجال ونساء رفعوا راية المغرب وحفروا أسماءهم بين أعظم شخصيات التاريخ.. اليوم سنتناول شخصية بارزة في تاريخ المغرب نشأ بين بساتين طنجة وتلالها.. سنتكلم عن الرحالة المشهور ابن بطوطة والملقب بسندباد وأمير الرحالة المسلمين.
هو محمد بن عبد الله اللواتي المعروف باسم ابن بطوطة ولد سنة 1304 م، بمدينة طنجة عروس الشمال يعود أصله لقبيلة لواتة الأمازيغية.. من أسرة تعمل بالقضاء ومحبة للعلوم الشرعية عاصر ابن بطوطة الحقبة المرينية.. هو رحالة ومستكشف، ومؤرخ وقاضي وفقيه كذلك.. عزم وهو في سن 21 على حج بيت الله الحرام بحيث كان من المفروض أن تستغرق مدة سفره 16 شهراً.. إلا أنه مكث قرابة ربع قرن.. كان ابن بطوطة يكتشف كل بلد يزوره ويتأمل في أهم مميزات ذلك البلد والمجتمع.. وقد سافر واكتشف ثلاث قارات؛ إفريقيا وآسيا ثم أوروبا.
وتتمة لما قلناه مر ابن بطوطة، وأثناء سفره إلى مكة، عبر إفريقية ثم مصر وصولا إلى مكة وبعدها طاف أماكن عدة منها الشام والحبشة والحجاز وتهامة ونجد والعراق وبلاد فارس واليمن وعمان والبحرين وتركستان وما وراء النهر وبعض مناطق الهند والصين وجاوة وبلاد التتار وأواسط ثم أفريقيا والأندلس.
تمغربيت عند ابن بطوطة
كان ابن بطوطة معتزاً بمغربيته ولطالما قارن بلاد المغرب بجل الدول التي زارها مؤكدا تفوق المغرب في المعمار حيث يقول في الصفحة 21 من كتابه “تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار”.. “أهل المشرق لا يقدرون على المعمار المغربي المعروف بالإتقان والنقش وحسن البناء”.
كما كان يصف أرضنا الشريفة أنها بلد الخيرات حيث يقول في الصفحة 487 من نفس الكتاب.. “فإذا تأملت ذلك كله تبين لك أن بلاد المغرب أرخص البلاد أسعاراً وأكثرها خيرات، وأعظمها مرافق وفوائد. ولقد زاد الله بلاد المغرب شرفاً إلى شرفها، وفضلاً إلى فضلها، بإمامة مولانا أمير المؤمنين الذي مد ظلال الأمن في أقطارها، وأطلع شمس العدل في أرجائها.. وأفاض سحاب الإحسان في باديتها وحاضرتها، وطهرها من المفسدين، وأقام بها رسوم الدنيا والدين.. وأنا أذكر ما عاينته وتحققته من عدله وحلمه وشجاعته، واشتغاله بالعلم، وتفقهه وصدقته الجارية، ورفع المظالم”.
كان الرحالة متشبعاً بروح تمغربيت وهذا يظهر لنا جليا في كتابه الذي ترجم لأكثر من لغة.. فاسم الرحالة ابن بطوطة يدرس في جميع مقررات العالم كما يدرس تاريخ المغرب المجيد في أعرق جامعات العالم.. ولا غالب إلاّ الله.