تمغربيت:
نفق الجزار “خالد نزار”.. الذي اعترف أنه مهندس العشرية السوداء.. والتي راح ضحيتها ربع مليون جزائري..
مات إما بسبب أمراض مزمنة لاحقته لأشهر وأعوام.. أو أن الجناح المسيطر حاليا في السلطة الشمولية بالجزائر الديكتاتورية عجلت بقتله..
لكن في الحالتين، لا يقال عنه شهيد.. ومع ذلك سموه ووصفوه بالشهيد !
وقالوا عنه ووصفوه بالمجاهد.. مع أنه حْرْكِي من أب حركي باعترافه هو بنفسه في حياته ! قاتل ضد الجزائريين وضد المغاربة في صفوف الجيش الفرنسي.. من أجل جزائر فرنسية.. وطوال حياته، دافع عن “الحكم الذاتي الجزائري تحت الوصاية الفرنسية) إلى أن مات أو قُتِل..
كما كان من بين من كانوا وراء قتل الشهيد بوضياف، فكيف يكون مجاهدا؟
قرؤوا عليه الفاتحة، ورددوا كلام المسلمين في مثل هكذا مناسبات “إنا لله وإنا إليه راجعون”.. مع أن العسكر الجزائري بالذات، معروفون بانتمائهم المتشدد للماركسية والإلحاد عقيدة، والسكرة المفرطة سلوكا.. وسب الذات الإلهية صباح مساء هي ديدنهم في أذكار الصباح والليلة..
الأغرب من هذا كله.. أن موته أو قتله.. فضح ما يسمى في الجزائر ب “المعارضين” في الخارج.. حيث أن بعضهم (مثل عبدو سمّار) دعى إلى عدم إظهار “الفرحة” في موت هذا الجزار.. ولسان حاله يقول، أنه كان معارضا ل “جناح” من النظام و”جهة” و”جزء” من النظام، وليس ضد النظام .. ولسان حاله يقول أنه كان يمثل ويوالي جناحا عسكريا آخر وجهة أخرى من نفس النظام !!!
هذه هي الشخصية الجزائرية المنافقة الغدارة.. سواء كانت من العسكر أم المدنيين .. كلهم سواء..
وهذا يجرنا إلى ما حذرنا منه دوما، متابعينا المغاربة : أن لا ثقة في أولاد عبيقة !
فالمدنيون وغالبية الشعب ومن يسمون أنفسهم بالمعارضين.. كلهم يشبهون العسكر ويدعمون العسكر في توجهه لتقسيم المغرب ودعم البوليساريو وعدم الاعتراف بمغربية الصحراء..
فلينتظر عبدو سمار ومن على شاكلته، ولينتظر أصدقاء جناح خالد نزار.. ولينتظر أبناء خالد نزار، ما سيجري لهم من انتقام، أو سلب للممتلكات، أو السجن، أو التهجير.. فالطبيعة لا تقبل الفراغ : حينما يضعف أو يسقط “جناح” ما، لا بد أن يتقوى جناح آخر (بالإجهاز أكثر على أتباع الجناح الضعيف) .. هي ذي الجزائر منذ 1954 .. كلها صراعات وقتل وسجن وانقلابات بين أجنحة السلطة .. و”عاش وحكم من اصْبْحْ” !
فهكذا فعلوا بأخ بوتفليقة بعد موته.. وهكذا فعلوا بأبناء “الكايد صالح” بعد وفاته أو اغتياله .. وكذلك يفعلون !