تمغربيت:
لم تقم فرنسا بضم الصحراء الشرقية إلى جغرافيتها (الفرنسية الإفريقية المتمثلة في جغرافيا الجزائر) فحسب، بل قامت بضم مدن شرقية للمغرب أيضا.. وضمتها إلى جغرافيتها الفرنسية ثم تركتها للجزائر بعد 62.
من بين هذه المدن: مدينة تلمسان المغربية.. والتاريخ وحده الشاهد والموثق لما نزعمه..
فمدينة تلمسان، كانت تابعة للحكم المغربي في عهد الأدارسة.. الذين كوَّنوا أول “دولة أمة” بالمملكة المغربية عام 172 هجرية ..
واستمر الحال كما هو مع المرابطين، حيث توسع المرابطون أكثر شرقا.. فبقيت تلمسان مغربية مرابطية ..
تلمسان بقيت مغربية في عهد الموحدين فيما بعد .. حيث حكم الموحدون شرقا إلى تخوم مصر ..
لكن بعد تراجع الموحدين.. وحلول فراغ في العديد من المناطق، انفصلت تلمسان بحكمها الخاص وأنشأت ما يسمى ب (مملكة تلمسان) وهي عبارة عن إمارة مستقلة بنفسها.. ولا تعني أبدا صورة المملكات بعظمتها وجيوشها وقوتها..
في العهد المريني، استعادت الإمبراطورية المغربية ديناميتها، واتجهت شرقا لاستعادة بعض نفوذها.. فرجعت تلمسان لوطنها الأم (المملكة المغربية)
وبعد الحكم المريني، تعرضت تلمسان للاحتلال الإسباني.. وبعد الاحتلال الإسباني، جاء دور الاحتلال التركي .. فأصبحت تلمسان تابعة للباب العالي بالقسطنطينية..
وفي ظل التواجد التركي بالجزائر، استعادت المملكة المغربية في العهد السعدي مدينة تلمسان باعتبارها مدينة مغربية..
ثم استرجعها الأتراك مرة أخرى
وفي عهد الأشراف العلويين، استعادها المغرب مرة أخرى ..
لكن بعد دخول الاستعمار الفرنسي، اقتطعتها فرنسا نهائيا لضمها لجغرافيتها (الإفريقية الفرنسية).. وبقي الحال منذ ذلك الزمن على حاله، حيث خرجت فرنسا عام 62 وتركتها تابعة للتراب الجزائري..
فنظرة خفيفة وسريعة على تاريخ المدينة.. يتبين بما لا يدع مجالا للشك أن تلمسان مدينة مغربية طوال فترات التاريخ.. وحتى مع الإدارة الجزائرية فإن تلمسان ظلت مغربية الهوى والهوية.