تمغربيت:
صفحة جديدة من صفحات الإمبراطورية المغربية الشريفة.. ومخطأ من يظن أن الأمة المغربية لازالت في الوجود بسبب رجال قاتلوا في ساحات المعركة فقط.. فالمرأة المغربية كان لها دور فعال في تاريخ المغرب.. فلم يقتصر نبوغ المرأة المغربية في العصور الوسطى على الناحية السياسة والحربية.. فقد كانت كذلك فاعلة في الميدان الاجتماعي والسياسي وحتى الدبلوماسي.
اليوم سنزيل غبار النسيان على شخصية عظيمة من شخصيات هذه الارض الشريفة.. وهي مسعودة بنت أحمد بن عبدالله بن عمران والمعروفة بإسم مسعودة الوزكيتية أو كما يلقبونها بعنقاء الصحراء.. ابنة أمير قصبة تاوريرت بمدينة ورزازات وزوجة السلطان محمد الشيخ السعدي وأم واحد من أعظم سلاطين المغرب وهو أحمد المنصور الذهبي.. امرأة أنيقة وذات صفات راقية وأخلاق عالية.. اشتهرت بالتقوى والصلاح وحب الخير.. لقبت بمحامية الشعب فقد كانت تكافح من أجل توفير المساعدات للفقراء والأيتام.. كما كانت سباقة لفعل الخير ونشر الفرح ورسم الابتسامة على وجوه المحرومين.
كانت مسعودة الوزكيتية من محبي المعمار المغربي واللباس التقليدي.. وقد بنت مسجد دكالة بمراكش سنة 1557م ولازالت هذه المعلمة شامخة إلى يومنا هذا.. فقد كانت مثال للمرأة المغربية الشريفة والقوية كما يمكن استخلاص كل مظاهر التقدم والرقي الحضاري والتفوق المعرفي والحرفي خلال عصر السعديين.. انطلاقا من تركيبة المجتمع المغربي.. فكل شرائح المجتمع كانت تساهم بالدفع بالأمة المغربية إلى القمة.. كما لا ننسى أن للعهد السعدي وقبله المريني الفضل الكبير في رسم ملامح المغرب الحالي من التقاليد والبروتوكول وخصوصاً الملكية منها.
ويوجد قبرها في ضريح السعديين بمراكش بجانب السلطان محمد الشيخ السعدي رحمه الله.. ولعل مقام دفنها يعطينا صورة جلية عن المكانة المحترمة التي كانت تحتلها في المجتمع المغربي.
ونختم بما قاله الأديب علي الطنطاوي “إن تاريخنا أعظم تاريخ، ولكننا أمة تجهل تاريخها.. هذا التاريخ الذي ليس لأمة مثله، هذا التاريخ الذي يفيض بالحب والنبل والتضحية والبطولة والإيمان”.