تمغربيت:
في شهر مارس الماضي من هذا العام.. تلقت المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، هبة ثمينة من مكتبة الكاتب والمفكر والمؤرخ الجزائري الراحل محمد أركون.
كما تم أيضا التوقيع على اتفاقية بين مؤسسة محمد أركون للسلام بين الثقافات والمكتبة الوطنية للمملكة المغربية.. تتعلق بالتبرع بمجموعة كتب المفكر الراحل، والتي تضم أكثر من 5000 عمل و7000 مجلة.
محمد أركون الذي درَّس بالسوربون، كان عاشقا للمملكة المغربية وتاريخها العريق.. عشقها إلى حد توصيته بالتبرع بمكتبته لصالخ المكتبة الوطنية للمملكة المغربية (بعد وفاته).. بل أوصى أن يدفن بالمغرب (وليس بالجزائر موطنه الأصلي)
ومن أجمل ما قاله الراحل.. أن المملكة المغربية هي أعرق مملكة “مستمرة” في العالم، حيث شكلت “دولة أمة” منذ قرون.. خلافا للجزائر التي يقول عنها أنها لم تشكل يوما مملكة أو دولة أو أمة..
مناسبة هذه الذكرى الجميلة، ما فعله الكاتب والأكاديمي الجزائري (القبايلي) هو الآخر “سالم شاكر” ؛ دكتور في الآداب ومتخصص في اللغويات الأمازيغية وأستاذ جامعي للغة البربرية في المعهد الوطني للغات الشرقية والحضارات (INALCO) في باريس منذ عام 1989.
في هذا الصدد، تبرع “سالم شاكر” بـ 350 من كتبه وأعماله للمكتبة الوطنية للمملكة المغربية. بموجب اتفاق تم توقيعه بين الطرفين، و سيتم وضع كتب سالم شاكر تحت الحماية في ما يسمى بغرفة التبرعات للمكتبة الوطنية للمملكة المغربية..
ولعل هذين الموقفين النبيلين يدلان على نضج كبير وعلى “ثقافة الاعتراف” لدى هذين العَلَمَين الجزائريين في عالم الفكر.. ويبرهنان على أن العسكر الحاكم بالجزائر المتسلط على رقاب الجزائريين لم يفلح في زرع الكراهية والعداوة ضد المملكة المغربية في صفوف الأحرار في الجزائر.. بل على العكس زاد من حبهم للمملكة الشريفة وتاريخها العريق..