تمغربيت:
بقلم د. عبد الحق الصنايبي
يعيش النظام الجزائري أكبر وأسوء عزلة في تاريخه العظيم والذي تجاوز 61 سنة من الوجود المادي والسياسي ولو تحت السيادة الفرنسية.. وذلك منذ عزلة العشرية السوداء والتي استمات فيها الحاكم العام الفرنسي من أجل فك الحبل من على رقبة نظام الثكنات.. ولو تطلب الأمر اللجوء إلى عراب الفتن والخراب في العالم العربي المسيو “برنار ليفي”.
وفي ظل واقع جيوسياسي معقد، وانتفاضة مالي وليبيا ضد العسكر الجزائري والحدود المغلقة مع المغرب.. وحالة الفساد المستشري في الداخل وصراع الأجنة.. وكذا الضغط الأمريكي من أجل تهيء المناخ لتنزيل استراتيجية واشنطن في المحيط الاطلسي وغرب إفريقيا.. فإن النظام العسكري لم يجد بُدا من تخفيف نبرة العنطزة والعنتريات التي كان يطلق صاحب أجمل اسم في العالم.
في هذا السياق، أطلق وزير خارجية الكيان الجزائري أحمد عطاف تصريحات تخطب ود الرباط.. ووصفها البعض بأنها سياسة اليد الممدودة لنظام الثكنات اتجاه المغرب.. فيما صاحب أجمل اسم في العالم اختار نبرة خبيثة خُبث صاحبها، حين عبَّر عن مشاعره الإيجابية اتجاه المغرب.. مع الاحتفاظ بموقفه الكلاسيكي من جبهة الوهم والكارطون.
وحيث أننا نعلم حقيقة البنية السلوكية للكيان الجزائري، فنعتقد أنه على الرباط أن تنتبه وأن تتعامل بذكاء ودهاء مع الثعالبة شرق الجدار.. وأن لا نطوي 50 سنة من عداء ذهب ضحيته آلاف الشهداء كطي السجل للكتاب. بل وجب التعامل بذكاء مع هذا الكيان ومواصلة فرض حالة من الحصار السياسي والدبلوماسي.. لأنه من غير المقبول تكرار أخطاء التسعينات وتسهيل عملية خروج هذا التنظيم الإرهابي من عنق الزجاجة.
وأعتقد جازما بأن المملكة المغربية الشريفة عليها الإعلان الصريح لا مجرد التلميح.. عن دعمها المبدئي للقضايا العادلة في جغرافيا الجوار، من خلال دعم نضال الشعبي القبايلي لنيل استقلاله والانعتاق من نير الاستعمار الجزائري الغاشم.. هذا بالإضافة إلى دعم باقي شعوب هذه الجغرافيا من أجل ممارسة حقها الغير قابل للمساوة وعلى رأسها تقرير المصير باعتبارهم كيانات سياسية كانت متواجدة بقرون قبل وجود دولة اسمها الجزائر.. والتي لم ترى النور إلا قبل 61 سنة، أي بعد ميلاد والدي أطال الله في عمره بأحد عشر سنة.. ولا غالب إلا الله