تمغربيت:
سجلت كتب التاريخ وصية خليفة المسلمين يعقوب المنصور الموحدي.. والذي واحد من أعظم شخصيات العالم حيث بصم على أمجاد ومعارك يشهد لها التاريخ.. وكتبت حروفها بمداد من الفخر والاعتزاز.. فماهي وصيته ؟ وأين اختفى قبره؟
هي إذا وصية بألف معنى تحمل في طياتها معاني كثيرة وحكم عميقة. وقد أجمع المؤرخين أجمعوا على أن خليفة المسلمين يعقوب المنصور الموحدي.. وبعد خمس سنوات من معركة الأرك تنحى عن الحكم لولده الناصر لدين الله.. وترك وصية قبل مغادرة مراكش دار ملكه وخلافته.. ثم قال وعيناه تذرفان دموعا “أوصيكم بتقوى الله تعالى و بالأيتام و اليتيمة، فقال له الشيخ أبو محمد عبد الواحد: يا سيدنا يا أمير المؤمنين و من الأيتام و اليتيمة؟.. قال رحمه الله: اليتيمة هي الأندلس والأيتام سكانها المسلمون، و إياكم و الغفلة فيما يصلح بها من تشييد أسوارها و حماية ثغورها و تربية أجنادها و توفير رعيتها، ولتعلموا أعزكم الله أنه ليس في نفوسنا أعظم من همها ونحن الآن قد استودعنا الله تعالى وحسن نظركم فيها فانظروا أمن المسلمين وأجروا الشرائع على مناهجها”.
واستنادا لما سبق فنرى قلب خليفة المسلمين وملك المغرب على أرض الأندلس وأهلها وأنه لم يكن هناك ناصر للأندلس غير المغاربة.. ففي هذه الفترة كانت الأندلس تحت لواءه الناصر لدين الله وكانت إشبيلة عاصمة مقاطعة الأندلس المغربية.
ولقد اختلفت الروايات حول اختفاء خليفة المسلمين يعقوب المنصور الموحدي وعن قبره.. هناك فريق يقول أنه بعد تركه للمغرب عاش بسيطاً ومتواضعاً.. متجولا وساح في الدنيا متنكراً. ويزعم فريق أنه مدفون في مدينة بقاع بلبنان.. فيما يذهب الفريق الثاني أن شوهد له قبر في دمشق.
فيما تبقى الرواية الأقرب أن تلك الوصية كانت قبل مماته وأنه عاش في المغرب ودفن في مسجد تنمل العريق.. وأنه تنحى عن الملك بعد إحساسه بالمرض ولم تخاطبه نفسه بمفارقة هذا الوطن العزيز يوما.