تمغربيت:
صدق من سماها بكوريا الشرقية.. فقد أضحت الجزائر معزولة عن محيطها وجيرانها وحتى عن شعبها.. فالجزائر بارعة في شيء واحد؛ هو خلق الأعداء.. وخلق الأزمات مع الجيران.. بل حتى مع جهات بعيدة عنها جغرافيا.. يعني العسكر كيْشري “العداوة بالفْلوس”.
الجزائر مازالت لم تسوِّي خصومتها ومشاكلها مع إسبانيا بعد القطيعة التي افتعلتها معها مدة 19 شهرا.. الجزائر مازالت في أزمة باردة مع فرنسا، وماكرون مازال لم يعط الضوء الأخضر لتبون من أجل السماح له بزيارته في باريس، رغم إلحاح “زين الأسامي” عليه مرات عديدة..
وقبل أشهر، السلطة الحاكمة الجديدة في النيجر ثارت في وجهها.. قبل أسبوع ثار حفتر في وجه الجزائر أيضا وذكّرها بالصحراء الليبية التي مازالت تحت الاحتلال الجزائري.. ومنذ مدة والعلاقة مع السعودية متوترة تحت الرماد ومن شأنها أن تظهر على السطح في أي لحظة.. قبل أسبوع ظهرت أزمة واضحة مع الإمارات العربية المتحدة.. الجزائر تعيش أيضا أزمة مع الجامعة العربية وتعيش عزلة وسط محيطها العربي.. ناهيك عن 50 سنة من الحرب المعلنة ضد المغرب..
والآن ها هي مالي تنتفض في وجه الجزائر.. فبعدما استدعت الخارجية المالية سفير العسكر في مالي لتوبيخه، على المستوى الرسمي، على إثر استقبال بلاده لأحد رموز المعارضة في مالي.. ها هي مالي تسحب سفيرها في الجزائر.. في إشارة إلى قطيعة دبلوماسية وأزمة بين مالي والجزائر..
لكن الجديد، أن مالي انتفضت أمس على المستوى الشعبي أيضا.. حيث خرج مئات الماليين للتنديد ضد الجزائر وفرنسا معا.. وليس عبثا أن يحتج جميع الشعب المالي على الجزائر وعلى ماماها فرنسا، أبدا ليس بالعبث.. فالكل أصبح يعرف ما كان يردده المغاربة منذ سنين..
الكل أصبح يعي أن الجزائر مجرد شبه دولة وظيفية تأتمر بأوامر فرنسا.. ومجرد جهاز تنفيذي للأجندة الفرنسية في المنطقة.. وأن الجزائر لم تستقل بعد، فهي تتمتع بحكم ذاتي تحت السيادة الفرنسية ليس إلا !
خرج الماليون رافعين شعار: “تسقط الجزائر « À bas L’Algérie ! »” تعبيرا عن مشاعر العداء ضد الجزائر.. ورافعين شعار: “تسقط فرنسا « À bas la France ! »” تعبيرا عن مشاعر العداء ضد فرنسا التي سبق وأن أخرجوها من مالي صاغرة مذلولة.. وليس من قبيل العبث أو الخطأ أن يُقرنان فيهما بين الجزائر وفرنسا في إشارة واعية جدا بأن الجزائر فرنسية تحت حكم ووصاية فرنسا الفرنسية !