تمغربيت:
في 22 دجنبر 1950 تم توقيع اتفاق أمريكي فرنسي سري.. حيث وافقت فرنسا على تمكين أمريكا من استغلال قواعدها العسكرية في المغرب (الجوية والبحرية) دون استشارة الدولة المغربية التي تمارس السيادة على القرارات الداخلية للدولة..
هذا الاتفاق تم توقيعه في باريس بعيدا عن أنظار السلطات المغربية.. وكان جزء من استراتيجية الولايات المتحدة لتعزيز وجودها العسكري في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وذلك في ظل تصاعد التوترات مع الاتحاد السوفييتي وإرهاصات الحرب الباردة.
كما ارتبط أيضا بمساعدات اقتصادية وعسكرية قدمتها الولايات المتحدة لفرنسا في إطار “خطة مارشال” وحلف شمال الأطلسي..
هذا الأمر الذي أثار استياء واحتجاجات من جانب الشعب المغربي والحركة الوطنية، التي كانت تناضل من أجل الاستقلال عن الانتداب الفرنسي. حيث اعتُبِر الاتفاق بمثابة انتهاك لسيادة وحقوق المغرب، وتدخلا في شؤونه الداخلية.
وبقي الاتفاق سريا حتى عام 1956، عندما أعلن عنه الرئيس الفرنسي “رونيه كوتيRené Coty ” في خطاب أمام الجمعية الوطنية الفرنسية.. وفي نفس العام أيضا، حصل المغرب على استقلاله من فرنسا..
للتذكير فرونيه كوتي؛ (1882-1962) كان رئيسا لفرنسا من 1954 إلى 1958 .. وكان ثاني وآخر رئيس فرنسي للجمهورية الفرنسية الرابعة ..
بعدها بدأت مفاوضات بين الحكومة المغربية والولايات المتحدة حول مستقبل القواعد الأمريكية في المغرب.. وفي عام 1959، تم توقيع اتفاق جديد بين البلدين، حيث وافق المغرب على السماح للولايات المتحدة باستخدام القواعد الجوية فقط، وبشروط محددة.. وفي عام 1963، قرر المغرب إنهاء الاتفاق نهائيا، وطلب من الولايات المتحدة سحب قواتها من أراضيه.
ما يثير التساؤل في هذه الأحداث، كونها كانت سرية .. ووقعت بعيدا عن المغرب في باريس.. وفي هذا إشارة إلى أنه مهما كانت فرنسا متجاوزة لبنود اتفاق الحماية بينها وبين سلطان المغرب، لكنها كانت تحتاط في الكثير من المحطات مخافة إثارة غضب السلطان المغربي والشعب المغربي والحركة الوطنية المغربية.. ففرنسا رغم عنجهيتها، خصوصا في بلدان إفريقيا الأخرى، إلا أن تواجدها بالمغرب كان مؤطرا من خلال انتداب وحماية.. و كان له خصوصية تميزه .. فلو كان استعمارا خالصا تاما بجميع أركانه، لما احتاجت فرنسا التستر على هكذا اتفاقية.. (كلام موجه تحديدا لفاقدي المادة الرمادية والهوية والتاريخ والهبة والوزن.. أو داك الشي).