تمغربيت:
يبدو أن الخناق قد ضاق على النظام العسكري الجزائري.. وأن العزلة قد نالت من هذا الكيان فانصرف عنه كل من كان حوله من المسترزقين والمستغلين.. والذي امتصوا آبار النفط والغاز كما امتصوا أموال الشعب الجزائري.
ولأن العدو شرق الجدار لا يأتي إلا صاغرا، بعدما أعياه غباؤه وقتله كبره.. ها هو اليوم يطلق سياسة اليد الممدودة (ولو على استحياء)، من خلال تصريح وزير خارجية العسكر أحمد عطاف على قناة الجزيرة. والذي جاء فيه نصا “فيما يخص علاقاتنا مع المغرب.. الجزائر يمكن اعتبارها هي الأكثر ميولا إلى الإسراع في إيجاد حل”.
نعم إنه هو، أحمد عطاف، وإنها هي الجزائر.. القوة الضاربة والتي قال رئيسها بأن العلاقات مع المغرب وصلت إلى نقطة اللا عودة.
ومن خلال نبرة صوت الوزير الجزائري، فإن الرجل يتحدث عن جد وعن وعي بما يقوله.. وهو ما يجعلنا نتساءل عن سبب عن التغير أو المنعطف في التوجه الجزائري. وهنا رأى البعض بأن زيارة نائب وزير الخارجية الامريكي إلى الجزائر كانت حاسمة.. حيث أمرت واشنطن “العسكر” بضرورة إنهاء هذا الصراع والذي لا يخدم الأجندة الأمريكية في المنطقة.. حيث هناك تصور استراتيجي لمنطقة غرب إفريقيا لا مكان فيه للبوليساريو فيه ولا مستقبل للإرهاب بعد تنزيله.
هي إذا أوامر واشنطن وحياد موسكو وانصراف الدول الإفريقية عن الجزائر.. وعدم فاعلية سلاح البترول والغاز في الاستمرار في دعم الأطروحة الانفصالية والتي لم تعد تجد لها صدى لا في أروقة الأمم المتحدة ولا حتى عند الدول التي ناصرت جبهة تندوف لعقود.
50 سنة من العداء ذهبت سدا، وأزيد من 500 مليار دولار طارت من أجل نزاع لا ناقة للشعب الجزائري فيه ولا جمل. وبقيت الصحراء مغربية واستمرت الممارسة السيادية للمملكة لأن المغاربة أصحاب قضية يدافع عنها 40 مليون مغربي ويقودها ملك أدار هذا الملف بحنكة كبيرة واقتدار أكبر.