تمغربيت:
صفحة مشرقة جديدة من صفحات الإمبراطورية المغربية الشريفة.. حيث نتناول في هذه المقالة ما قاله صلاح الدين الايوبي عن المغاربة.. وسنرى كيف كان للمملكة الشريفة.. دور حاسم ومهم في معركة حطين، ملحمة خالدة اقتلعت المسيحيين من أحجارها بعد 90 سنة من سفك الدماء والفساد.
في هذا السياق، سيطر المسلمون في القرن 13م على القدس بعد معركة حطين سنة 1187م والتي لعبت فيها الإمبراطورية المغربية الشريفة دور محوري وحاسم.. بقيادة خليفة المسلمين يعقوب المنصور الموحدي.. وذلك بعدما لبى السلطان المغربي نداء صلاح الدين الايوبي.. فأرسل أسطول يتكون من 180 سفينة بحرية محملة بالجنود والفرسان والأسلحة الحربية.. وهو ما ساهم في قلب موازين الحرب.. ليحسم بذلك المعركة لصالح المسلمين، وتم استرجاع القدس الشريف من أيادي الصليبيين، والذي عاثوا فيها فسادا لقرابة 90 سنة.. حيث كان هذا النصر نصراً جليلاً.
وبعد المعركة عزم المتطوعون.. من مصر والعراق والشام العودة لأوطانهم.. فرحب صلاح الدين الايوبي بالفكرة، وترك الجميع.. وتشبث ببقاء المغاربة بالقدس.. فسألوه لماذا المغاربة بالضبط.. فأجاب صلاح الدين أن “المغاربة قوم لا نؤتى من قبلهم” ثم قال “المغاربة يبطشون في البحر ويفتكون في البر، وهم خير أمين على المدينة والمسجد الأقصى”.
فكافأ جيش خليفة المسلمين يعقوب المنصور الموحدي ملك المغرب بتسمية أحد أبواب أسوار المدينة الذي دخل منها باسم “باب المغاربة” وإسكانهم في منطقة قريبة من الأقصى اسمها “ساحة البراق” والتي لها قدسية خاصة.. بل وأكثر من ذلك فقد كانت لهم امتيازات وخصائص في بيت المقدس، كما جعل أحكامهم إليهم وعيّنوا عليهم رئيسا كان يسمى بشيخ المغاربة.
وسنختم بكلمات الملك الحسن الثاني رحمه الله “ومنهم من يعرف المغرب ومع ذلك كتب عليه ما كتب أو قال فيه ما قال، وما ذلك إلا لغيظ في نفوس الذين كفروا، وما ذلك إلا لحسد وحقد ضد هذا البلد الذي، ولله الحمد، أعطى وسوف يبقى يعطي الأمثلة والدروس لغيره”.. ولا غالب إلاّ الله