تمغربيت:
بعد غياب طويل دام أربع سنوات، بين “حيطان” قصر المرادية، حيث لم يخرج عبد المجيد “زين السمية” ليزور ولو ولاية أو بلدية واحدة.. أو يدشن ولو مشروعا واحدا، مهما صغُرَ شأنه.. ها هو اليوم، بدافع التحضير لحملته الانتخابية وعهدة ثانية لرئاسة “القوة العُزمى”، يتحرك مع شنقريحة (وراءه كالظل) ليزور بعض الورشات الصغيرة هنا وهناك، ويطلق بعض التصريحات المضحكة هنا وهناك ويلقي ببعض الوعود الكاذبة هنا وهناك.. (بالمناسبة، تلك الورشات الصغيرة يطلق عليها في إعلام أحذية العسكر بالمصانع ! )
وبعدما انتقد “عمي تبون زين السمية” قبل أربع سنوات، ما كان يطلق عليه زمن بوتفليقة ب”صناعة السيارات” بالجزائر، فوصفها بأنها نفخ للعجلات لا غير .. فاضطرها إلى الإغلاق .. اضطر اليوم لفتحها بوهران من جديد.. ولنفخ العجلات لا غير ..
مهزلة ورشة وهران لصناعة فياط
ورشة أو “هنكار” وهران الذي أطلق عليه الإعلام هوووك ب “مصنع” وهران لصناعة “فياط 500”.. افتتح الأسبوع الماضي.. وتبين في الأخير أنها فضيحة بجلاجل.. فما هللت له صحافة العسكر تبين عبر قناة الجزائر الأولى أنها مهزلة بكل المقاييس. حيث تابع المشاهدون تقرير افتتاح هذه الورشة الصغيرة أنها لا ترقى حتى لتركيب السيارات.. فلا يوجد بذلك الهنكار لا روبوهات ولا سلاسل التركيب ولا عمال ولا ولا ولا.. لتعود الجزائر الجديدة إلى عادتها القديمة: ألا وهي “نفخ العجلات” !
وكان من المنتظر أن يفتتح فخامة الرئيس يوم 11 دجنبر الجاري بوهران.. مصنع الشركة الإيطالية فياط بوهران، ليكون بذلك إيذانا بإنعاش تركيب وتجميع السيارات في الجزائر.
لكن السي عبد المجيد فشل في اللحظة الأخيرة وقرر تجاهل هذا الحدث الذي تم إعداده خصيصا لإتاحة الفرصة له للإشادة بإنجازات سِجِلّه الاقتصادي قبل عام من الانتخابات الرئاسية في ديسمبر 2024.
رفض إذا السي تبون حضور الافتتاح/ المهزلة وأخيرا.. ولم يرسل رئيس وزرائه “للاحتفال” بعودة صناعة السيارات إلى الجزائر بعد أكثر من 4 سنوات من التجميد التام لأنشطتها.. ليحضر مكانهما وزير الصناعة والإنتاج الدوائي، من أجل تدشين بئيس لورشة بئيسة..
ولأول مرة السي عبد المجيد يفيق ويعيق ويَسْتاء من مشروع بسيط كهذا.. هو الذي كان يتوقع مشروعا صناعيا طموحا في بلاد لا تعرف التطور ولا الطموح.. لأول مرة يحاول أن يعيش الواقع بعيدا عن المواقع.. ولأول مرة “يْلْعْبْها السيد الرئيس فاهم ومحترف عوض خرجاته الهاوية المضحكة.. ولأول مرة، يرفض السي تبون ربط صورته بهذا الحدث الهزلي البئيس، فيفضل البقاء في قصر المرادية..
وأخيرًا، نشير إلى أن هذا المصنع يهدف على الورق وعلى المواقع .. إلى تجميع سيارة فياط 500 التي لم تعد تنتجها إيطاليا منذ سنوات.. وبطاقة إنتاجية، على الورق والمواقع تبلغ 50 ألف وحدة عند إطلاقه و90 ألف وحدة بحلول عام 2026.. كما سيشغل، على الورق والمواقع 1200 عامل – و2000 بحلول عام 2026.