تمغربيت:
حماس تقرر وحماس قررت، دون استشارة أو تنسيق مع السلطة الفلسطينية.. ولا مع أي فصيل فلسطيني آخر، في ظل تشرذم البيت الفلسطيني، ودون استشارة أهالي غزة..
حماس تقرر وحماس قررت، ذات يوم سبت، 7 أكتوبر، أن تقوم بعملية، أقل ما يقال عنها أنها مجنونة.. وبلا عنوان .. بلا دراسة ولا تخطيط .. وبلا ترقب واستشراف ما بعد السبت 7 أكتوبر.. اللهم ذلك العنوان البراق “طوفان القدس”.. ولا ندري أين محل القدس من الإعراب في هذا الطوفان.. وعن أي طوفان يتكلمون أصلا..
فالطوفان جاء على يد الجيش الإسرائيلي.. وطوفان التنديد جاء من جميع الدول الغربية.. والحرب التي شنتها إسرائيل على حماس وعلى غزة وعلى أهالي غزة انتقاما لعملية 7 أكتوبر.. لم ولا تبقي ولا تذر، لم تترك بشرا فوق الأرض إلا قتلته.. ولا حجرا ولا شجرا ولا بنية تحتية ولا منازل ولا مؤسسات ولا مستشفيات إلا دمرتها..
طوفان إسرائيل يعيد للأذهان نكبة 48
أكثر من هذا.. لقد أعاد “طوفان إسرائيل” نكبة 48 إلى الواجهة.. فقررت الدولة العبرية أن تفرغ القطاع من نصف ساكنته.. فهجَّرت قسرا وبشكل جماعي مليون و200 ألف غزاوي نحو الجنوب.. نحو حدود مصر.. في انتظار رميهم إلى صحراء سيناء المصرية وعدد من الدول العربية..
سكت طوفان حماس الذي لم ينجح سوى في أسر مدنيين وفتيات وعجائز إلى جانب بضعة عشرات من الجيش الإسرائيلي.. وبدأ طوفان إسرائيل المستمر منذ 77 يوما دون هوادة.. والذي سيستمر على الأقل لشهرين آخرين وفق ما جاء على لسان نتنياهو..
كل هذا ومازال بعض قادة حماس، يطلون علينا من فنادق قطر، يتكلمون عن “نصر” و”انتصار” !
فلم تذرف لهم دموع على 20 ألف قتيل وأكثر من 50 ألف جريح وهدم عشرات الآلآف من المنازل وتدمير شمال غزة بشكل رهيب ..
كل هذا ويطل علينا “أبو عبيدة” ليخبرنا بأن حماس بخير وأنه بخير وأنه خارج غزة !
كلهم نفذوا بجلودهم خارج غزة.. هم وأسرهم .. ومن بقي منهم، وجد أنفاقا تحت الأرض يختبئ بها ..
أما المدنيون فلم تفكر يوما “حكومة” حماس/ السنيورا وهنية ومشعل.. لتبني لهم ملاجئ تحت الأرض تقيهم حر القصف العشوائي الهمجي الإسرائيلي..
نصر وانتصار
يتكلمون كما تتكلم جزيرة قطر، عن نصر وانتصار.. مع أن غزة رجعت عشرين سنة إلى الوراء.. الأمر الذي سيستوجب 20 سنة لإعادة إعمارها ..
نكبة بكل ما تحمله الكلمة من معاني ودلالات، لن يستطيع شعراء فلسطين مجتمعين أن يقتربوا من وصفها .. ماذا عساه يقول عنها محمود درويش أو أبو عرب .. أو سميح القاسم صاحب (منتصب القامة) .. أو إبراهيم طوقان صاحب (موطني) الذي أصبح شبه نشيد فلسطين الغير الرسمي .. ماذا عساه يقول عن هذه النكبة، تميم البرغوتي ابن الشاعر مريد البرغوتي هو الآخر .. أو فدوى طوقان الملقبة ب”شاعرة فلسطين”.. أو توفيق زياد صاحب (أناديكم الذي أداها مرسيل خليفة) وصاحب (هنا باقون) أيضا .. وغيرهم الكثير .. ؟؟؟
يتكلمون عن انتصار هنا .. ويتوسلون من العرب هناك، من أجل إيقاف الحرب .. ! أو الحصول على مجرد هدنة ليوم أو أسبوع !
يتكلمون عن الحرب هنا .. ويذعنون لكل طلبات إسرائيل هناك، فيطلقون رهائنها بشكل فوري.. !
يتكلمون عن انتصار، من أجل 150 أسيرا فلسطينيا.. مقابل تدمير غزة وقتل 20 ألف غزاوي ووو.. !
قالوا وقالت جزيرة قطر.. أن الجيش الإسرائيلي لن يستطيع دخول غزة، فإذا بوزير دفاعهم ونتنياهو ووو يتجولون وسط غزة بكل أريحية.. ووصلت دباباتهم إلى شواطئ غزة..
وإذا بالجيش الإسرائيلي يكتشف ويفتح النفق تلو النفق.. تلك الأنفاق التي طالما تباهى بها الحمساويون..
قالوا وقالت جزيرة قطر.. أن غزة ستكون مقبرة للجيش الإسرائيلي .. فإذا بمقابر المسلمين تمتلئ فيلجئ الفلسطيني إلى دفن أخيه وأخته وصاحبته وأمه وبنيه في مقابر عشوائية بالمئات؛ في الأرصفة والحدائق وما بين المنازل وفي المخيمات ..
فعن أي نصر وانتصار يتكلمون .. وعن أي “حصاد وأخبار وتقارير” بقي لجزيرة قطر أن تكلمنا عنه ؟؟؟
أي صحيح إسرائيل مجرمة.. لكن حماس لا تقل عنها إرهابا وإجراما