تمغربيت:
بعد أيام من الغياب.. ظهر “أبو عبيدة” وهو يؤكد أنه خارج غزة.. وأن قلبه مع غزة.. لينضاف هو الآخر لقادة حماس “المبرعين” في فنادق قطر.. وأفراد “القسام” المستورين تحت الأنفاق.. تاركين الفلسطينيين العزل تحت القصف المدمر للجيش الإسرائيلي لأكثر من شهرين.. بحيث لم تفكر يوما حكومة حماس في بناء ملاجئ لهم تحت الأرض، وذلك أضعف الإيمان..
وبعد غياب قاربت مدته مدة غياب مهدي الشيعة، ظهر هنية هو الآخر، وتكلم.. ويا ليته لم يظهر ولم يتكلم.. فقد قال أن عملية السابع من أكتوبر مكنتهم من خطف مدنيين وعسكريين من أجل استبدالهم بأسرى فلسطينيين.. وأن يوم السابع كان انتصارا ووو..
ولم يتكلم كعادة قادة حماس كلهم عن تدمير شمال غزة.. وعن تهجير نصف سكان غزة (مليون و200 ألف فلسطيني).. وعن 20 ألف قتيل، وأكثر من 50 ألف جريح، وأكثر من 10 آلاف مفقود، وآلاف المنازل المهدمة.. فضلا عن 3 آلاف من أفراد “القسام”.
كل هذا الدمار وهذه الكارثة الإنسانية يعد في قاموسه وقاموس حماس.. مجرد ثمن من أجل المقاومة ومن أجل فلسطين ووو هذه المقاومة التي مازالت بخير وما زالت متواجدة تحت الأرض وهي لا شك منتصرة (حسب تعبيره) !!!
الشعارات الفارغة
نعم هذه هي خطاباتهم وخطابات كل الفصائل الفلسطينية بالمناسبة منذ ستينيات القرن الماضي .. خطابات النصر المجهول ووهم الانتصار والشعارات الفارغة.. بينما الشعب الفلسطيني يُطحن كثمن وعربون من أجل المقاومة وفلسطين والقدس وووو
يتفاخرون بنصر مزعوم ليس إلا.. ويطلبون ويطالبون ويتوسلون بإيقاف الحرب أو هدنة ولو لبضعة أيام فقط .. !
والأغرب أنهم يهللون لإيران ويباركون لإيران.. لكنهم يطلبون من العرب (خصوصا المطبعين) التدخل لإيقاف الحرب وإدخال المساعدات وفتح معبر رفح وإسعاف الجرحى ووو.. ويقولون أنهم منفتحون على أية مبادرات بإمكانها إيقاف الحرب !!!
الانتصارات تقاس بالأهداف المعلنة.. فهل تحرير 100 أو 200 أسير في عملية متهورة وغير مدروسة تماما مقابل دمار شمال غزة وإفراغ أكثر من مليون غزاوي وتهجيرهم إلى الجنوب في انتظار تهجيرهم لمصر ودول أخرى، هل هذا يعد انتصارا؟
كيف يراهم الفلسطيني اليوم وسوف يراهم بعد الحرب ؟ كأبطال أم كالمتسبب في الدمار ؟ بل كيف سيرى وكيف سيحكم الفلسطيني على جميع الفصائل الفلسطينية؟ هل سيراها كفصائل وطنية وإسلامية ومقاومة ووو. أم أنه سيعتبرها فصائل وظيفية كل واحد منها تابع لجهة إقليمية معينة ؟ أكيد أن الفلسطيني فقد وسيفقد ما تبقى له من إيمان وتعاطف مع أي فصيل فلسطيني كيفما كان توجهه السياسي وإيديولوجيته.