تمغربيت:
تحل هذه الأيام الذكرى الثالثة لاعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالصحراء المغربية، حيث طرح الرئيس دونالد ترامب على منصته الخاصة ب “تويتر”، قراره الرئاسي بتاريخ 10 دجنبر 2020.. والذي تم تسجيله بالسجل الفدرالي الأمريكي (يشبه الجريدة الرسمية في دول أخرى).. ثم أخبرت به الإدارة الأمريكية مجلس الأمن الدولي..
وللعلم فإن واشنطن هي “صاحبة القلم” بمجلس الأمن.. أي القوة التي لها تأثير مباشر على قرارات الأمم المتحدة..
ونتذكر مجموعة من الحوارات واللقاءات وقعت بين مسؤولين أمريكيين وجزائريين طيلة السنتين الماضيتين.. وكذا جولات للسفيرة الأمريكية إلى الجزائر.. ثم آخر اللقاءات في واشنطن لوفد عسكري جزائري.. وأخيرا لقاء المبعوث الأمريكي قبل أيام مع وزير الخارجية ..
مما جاء في حديث مبعوث أمريكا للجزائر
وهنا لا بد لنا من التوقف مع ما قاله هذا المبعوث للمسؤولين بالجزائر.. من نقاط محددة وقوية، تلخص القرارات والتوجهات الأمريكية بخصوص ملف الصحراء المغربية، وما يجري في المنطقة، وما يجب اتخاذه من مواقف إيجابية من طرف الجزائر .. نقاط من بينها:
1/ أن الجزائر مسؤولة وطرف أساسي في هذا النزاع المفتعل..
2/ أن توجهات الجزائر وجنوب إفريقيا في المنطقة يضر بالمصالح والتوجهات الأمريكية وحلفائها..
3/ أن عملية البوليساريو في السمارة عملية تصنف إرهابية، في القاموس الأمريكي والدولي..
4/ هناك تواجد جناح داخل البوليساريو تابع لإيران..
5/ هناك قرار اتخذ من طرف الإدارة الأمريكية (يمكنها إنزاله في أي وقت)، يقضي بتصنيف البوليساريو كتنظيم إرهابي.. وعليه، تعد الجزائر راعية للإرهاب في نظر الأمريكيين.
6/ موقف أمريكا من ملف الصحراء المغربية موقف إدارة أمريكية.. وهو موقف واضح وثابت ..
طبعا وكعادة النظام الجزائري، تملي على أحذيتها الإعلامية نشر مغالطات في الاتجاه المعاكس بتقديمه لصورة مغايرة تماما للخطاب الأمريكي القوي اتجاه المسؤولين الجزائريين..
ولعل حادث الطائرة العسكرية الأمريكية التي لم يسمح لها بالتحليق فوق الأجواء الجزائرية – وهي سابقة – حيث وقع مباشرة بعد مغادرة المبعوث الأمريكي للجزائر.. لَأكبر دليل على أن المبعوث الأمريكي كان قاسيا في خطابه اتجاه الجزائر.. وأن هناك بداية لتوتر بين أمريكا والجزائر لا يُحمَد عقباه مستقبلا.
خلاصة القول.. أنه بعد سنتين من الحوارات واللقاءات.. لم ينجح نظام العسكر في التقرب من أمريكا بالشكل المرغوب فيه (من ثني إدارة بايدن عن موقف أمريكا الإيجابي من مغربية الصحراء).. بل كانت النتيجة عكسية؛ بحيث قامت الولايات المتحدة بتنبيه المسؤولين في الجزائر من عدد من النقاط التي ذكرناها فوق ..
هذا التوتر الجديد، ينضاف إلى قائمة التوترات التي عرفها الجزائر مع المغرب.. ومع الاتحاد الأوربي .. مع جامعة الدول العربية .. ومؤخرا مع السعودية .. وآخرها مع دولة الإمارات العربية المتحدة.. لتزداد الجزائر هكذا عزلة لا مثيل لها في محيطها العربي والإقليمي والدولي..