تمغربيت:
المالديف تلك الوجهة الساحرة ومهوى السياح وعشاق الشواطئ الجميلة.. هي جزر النعيم والرومانسية والأجواء الاستوائية فكل الكلمات تبقى قليلة في حق هذه الجزر المرجانية الفريدة.. حيث توصف أنها جنة الله فوق الأرض.. وقبلة الأزواج ومحبي الراحة والهدوء والاستجمام. فالكثير منا لا يعلم الكثير عن هذه الدولة.. وعلى أنها مسلمة، فماذا تعرف عن قصة انتشار الإسلام فيها؟
في هذا السياق، ينبغي الإشارة إلى أن جميع سكان هذه الجزيرة الهادئة يكنون كل الاحترام والتقدير للرحالة المغربي أبو البركات البربري الذي كان السبب في نشر الديانة الإسلامية في المالديف.. في حين يغيب هذا الاسم عن أذهاننا قبل إعلامنا.. فقصة أبو البركات البربري وكما جاءت في كتاب ابن بطوطة “تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار” أن الرحالة المغربي حل عند عجوز بجزر المالديف.. وذات يوم جاء لمنزلها فوجدها تبكي وقد جمعت أهلها حولها.. جاء الترجمان وأبلغ أبو البركات البربري بالحقيقة أنه قد وقع الاختيار على ابنتها الوحيدة لتُقدم كقربان لعفريت الجزيرة.
أمام هذه الحالة الإنسانية الصعبة اقترح الرحالة المغربي أبو البركات البربري أن يذهب مكان ابنتها إلى ذلك المكان.. فسار الأمر كما هو متفق عليه.. وتوجه إلى ذلك المعبد، فقد كان أبو البركات البربري حافظاً للقرآن الكريم فسار يتلو آيات من الذكر الحكيم فظهر العفريت ولما سمع آيات من الذكر الحكيم اختفى في البحر.. فقدمت العجوز وأهل القرية في الصباح ليستخرجوا جثة أبو البركات البربري وحرقها كما هي العادات هناك.. فوجدوه حياً.
وصل خبر الرحالة المغربي إلى سلطانهم “شنوراجا” وأعلموه بخبره.. فعجب منه، وهنا عرض أبو البركات البربري عليه الإسلام ورغبه فيه، فقال له.. أقم عندنا إلى الشهر الآخر، فإن نجوت من “العفريت” مرة أخرى فإني سأعتنق الإسلام.. فأقام عندهم شهراً آخر دون أن يمسسه “العفريت” ولم يأت كما كانت العادة، وجاء السلطان والناس معه فوجدوه على حاله من التلاوة.. فكسروا الأصنام وهدموا ذلك العبد وأسلم أهل الجزيرة.. لتتبعها الجزر الأخرى وأسلمت الدولة بأكملها.. ولا غالب إلاّ الله.