تمغربيت:
بقلم د. عبد الحق الصنايبي
تمغربيت تلكم القيمة التي تحطمت عليها، مرة أخرى، مشاريع الانقلابيين ومكائد الخونة المؤدلجين وخطط المندسين وأتباع الفرس الصفويين. وفي الوقت الذي تعيش فيه الإمبراطورية الشريفة.. على وقع الإنجازات تلوى الإنجازات، يزداد الصراخ والعويل شرق الجدار.. حتى تحولت الجزائر إلى كربلاء جديدة لا صوت يعلو فيها عن صوت البكائيات.. وكأنما هي لعنة ضربت العسكر جراء تمسحهم بأعتاب الصفوي الإيراني
المغرب يتسيد إفريقيا
وفي الوقت الذي تسيد فيه المغرب عرش إفريقيا، من خلال أزيد من ألف اتفاقية تعاون تجاري واقتصادي.. وتحالف الدول المطلة على الأطلسي.. وكذا مشروع أنبوب الغاز النيجيري المغربي، والشراكة الاستراتيجية المغربية الإماراتية.. نجد فيه الجزائر ترقص رقصة الديك المذبوح.. بعدما تجاوزتها الأحداث ولم يستطع ريع النفط والغاز.. أن يستميل قارة انتفضت ونفضت عنها غبار العمالة والتبعية.. وأصبحت تحلم بهواء الاستقلالية والسيادة وهو الهواء النقي الذي هبت نسائمه من الرباط ليعم الربوع والأرجاء والأجواء
نظام بلا تاريخ فقط تشراك الفم
نظام بلا تاريخ ولا إنجاز اللهم الطوابير التي حطمت جميع الأرقام القياسية يحاول الركوب على القضايا ودغدغة المشاعر ومحاولة خلق عدو لا يوجد إلا في الخيال المريض لعسكر الثكنات.
رفعوا شعار مع فلسطين ظالمة ومظلومة ولم يسجل التاريخ لجيشهم أية مشاركة في حرب عربية ولا إسلامية.. فلا لهم في حرب ولا في سلم ولا لهم في سياسة ولا في دبلوماسية بل هو تشراك الفم والزلط والتفرعين كما قال بوتفليقة الله يرحمو يلا دار علاش يترحم
ورفعوا شعار ضد التطبيع ونظامهم مطبع من رأسه إلى أخمص قدميه.. بل وشارك عناصر من الموساد في العشرية السوداء.. باعتراف قياداتهم السياسية، وقتلوا الرئيس محمد بوضياف بسلاح إسرائيلي.. وزودوا إسرائيل بالغاز في عز المجازر.. التي يقوم بها الكيان ضد غزة وقال دميتهم في المرادية.. بعظمة لسانه “لا مشكلة لنا مع إسرائيل”
تقرير المصير.. لكن في الصحراء المغربية فقط
ثم رفعوا شعار تقرير المصير لدعم كيان وهمي لا وجود له ولا أثر ووقفوا ضد نفس الشعار في قضية القبايل والأزواد وكاتالانيا وكوسوفو والأكراد وتايوان.. وهو النفاق الذي ما بعده نفاق
نشروا الفساد والفوضى والإرهاب داخل الجزائر وخارجها.. ونقلوا التوحش إلى إفريقيا وقلب أوروبا حتى تحول العسكر إلى نظام مكروه وتنظيم إرهابي يجهز العالم للتخلص منه بعد استخلاص آخر قطرات الغاز والنفط عِلة وجود هذا الكيان وسبب استمراره
أفقروا الشعب وأرهبوا الناس واستباحوا البلاد والعباد.. ثم أرعبوهم بوجود دولة في الغرب جعلوا منها حصان طروادة لمواصلة استباحة خيرات الشعب الجزائري الذي يعيش أزمة أمن غذائي وأزمة تاريخ وهوية وانتماء حتى تحول إلى كائن مشوه لا يعرف من هو ولا أين هو
دولة بلا وثائق ثبوتية
دولة بلا تاريخ ولا حضارة ولا هوية ولا حتى وثائق ثبوتية.. وثلة من المجاهدين الأحرار تم إعدامهم على أيدي مجرمين لم يطلقوا رصاصة ضد الاستعمار ولم تطأ أرجلهم الجزائر أثناء الأحداث ولم يكن لهم حظ في جهاد أو كفاح
اعتدوا علينا في حرب الرمال وبعد نكبتهم ادعوا المظلومية وصرخوا “حكرونا حكرونا”
ثم اعتدوا علينا مرة ثانية في أمغالة وبعد نكستهم استنجدوا بالسعوديين والمصريين لتدارك الفضيحة والتغطية على الهزيمة الكاسحة
ثم أطلقوا علينا كلابهم لتمهد لهم الطريق نحو الأطلسي فخاب ظنهم وساء سعيهم وارتدت الرماح إلى نحورهم فتحولت تندوف إلى قنبلة موقوتة في خاصرتهم قابلة للانفجار في أية لحظة
متى يستيقظ الشعب الجزائري
فمتى ينظر الجزائري إلى المرآة وينظر إلى تاريخه بدون مساحيق ويعلم أن المغرب والمغاربة ليسوا أعداءه بل العدو هو نظام يقوده عرق لا علاقته له بالسكان الأصليين.. عرق من بقايا الانكشارية والمهتدين وشرار الخلق والمجرمين الذين تسلطوا على الجزائر منذ قرون.. ولا يزالون ينظرون إلى الشعب باعتباره العدو الذي تجب محاربته وإبادته..
أيها الشعب الجزائري بينكم وبين التنمية والازدهار نظام العار والشفار وسوء الجوار.. نظام يرى في تجهيلك وتخديرك وقلة وعيك سبيله للاستمرار في حلب الثدي الجزائري.. هذا الثدي الذي سينضب قريبا لينفرط عقد الجزائر.. ويتداعى ترابه بين الأمم وتعود الأمور إلى سابق عهدها.. قبل أن تُبتلى بلدة الجزائر بالإخوة بارباروس.. والذين أسسوا لقرن الشيطان.. هذا الشيطان الذي فشل في إخضاع بلاد الشرفاء وأرض الأولياء وسلالة الأنبياء.. إن كيد الشيطان كان ضعيفة