تمغربيت:
بقلم د. عبد الحق الصنايبي
نخطئ من يظن ان استكمال الوحدة الترابية هو مطلب نظام سياسي أو شعبي فقط.. وإنما هو “قلب” التعاقد الديني والسياسي والاجتماعي بين سلاطين الدولة المغربية والشعب المغربي الأصيل. وهناك إجماع على أن استكمال الوحدة الترابية يعتبر من أقدس مقدسات المملكة مهما طال الأمد أو استطال الزمان.
وإذا كان الشعب المغربي متشبثا بمبدأ المطالبة باسترجاع الأراضي المحتلة والمغتصبة غلى السواء.. فإن رأس السلطة السياسية ليس أقل حماسة أو تحمسا من نداءات ومطالب الشعب وإنما هو التدبير والتخطيط البعيد وانتظار “الفرصة” التي ستسهل عملية استرجاع جميع الأراضي الخاضعة للاحتلال الإسباني أو الجزائري على السواء.؟
استعادة الصحراء الشرقية باكورة استكمال الوحدة الترابية
ومما يساعد على التعجيل بطرف ملف تصفية الاستعمار عن صحرائنا الشرقية.. هو سقوط اتفاقية الحدود لسنة 1972م.. بعدما قرر النظام الجزائري الإخلال بالتزاماته المدرجة في الاتفاقية والتحرك نحو استغلال منجم الحديد “غار جبيلات”.
ويرى مجموعة من المحللين بأن عجز المغرب عن استرجاع الصحراء الشرقية بعد الانتصار الساحق على الجيش الجزائري في حرب الرمال سنة 1963.. وذلك بسبب التواجد الكثيف للجيش الفرنسي والجيش الإسرائيلي هناك، ليس له ما يبرره حاليا خاصة في ظل قوة المملكة المغربية وقوة موقفها وملفها القانوني.. وهو ما يستدعي التعجيل بالمرافعات القانونية في انتظار اجتماع الشروط الذاتية والموضوعية لصلة الرحم مع إخواننا في الصحراء الشرقية وأيضا مع العمق الطبيعي للمملكة ممثلا في القارة السمراء والشقيقة مالي.