تمغربيت:
تأبى الشواهد التاريخية إلاّ أن تكون شاهدة عن تفاني الإمبراطورية المغربية الشريفة في خدمة الأمة الإسلامية ووقوفها، عبر التاريخ، إلى جانب المسلمين بصفة خاصة والقضايا العادلة بصفة عامة.
ورأينا في مقالات سابقة كيف كان للمغاربة دور حاسم وكبير في خدمة الأمة الإسلامية وأننا كنا أحسن من مثل الخلافة الإسلامية في الغرب الإسلامي.. وكيف حافظت المملكة الشريفة على الأندلس لثمانية قرون.. لولا تخاذل بنو الأحمر والزيانيين على بنو مرين بالمغرب والتي كانت نقطة مفصلية في ضياع الأندلس.. فقد سمح هذا التشتت بنمو القوى الاوروبية وطغى العدوان المسيحي في أوروبا على المسلمين.. تبعتها حملات قادتها بمحاكم التفتيش والتي اعتُبرت وصمة عار في تاريخ أوروبا الأسود.. كان الغرض منها بالأساس نشر المسيحية وإنهاء الوجود الإسلامي.
في هذا السياق تكررت هجمات البحرية البرتغالية على الحجاز باعتبارها مركز ثقل المسلمين.. واستهدفت جدة، وميناء المدينة الذي يقود نحو الأماكن المقدسة في الإسلام مكة والمدينة المنورة.. حيث ضرب البرتغاليون حصارا شديدا.. كان للمغاربة دور يذكر فيشكر في فكه وإفشال محاولة دخول البرتغاليين ليتم بناء أسوار تحيط بالمدينة وسميت باب من أبوابها بباب المغاربة لاستبسالهم ضد العدو.
ونتيجة لذلك.. لازال المغاربة يدفعون تبعات وقوفهم بجانب قضايا الأمة الإسلامية وتبعات الأندلس فالدول الأوروبية تعلم يقينا أن التاريخ يعيد نفسه.. وأن المغرب يمكن أن يسترجع أمجاده وأن الإمبراطورية الشريفة يمكن أن تلقي بظلالها على الشمال مرة أخرى.. فلم تكن وصية الملكة إيزابيلا من فراغ فقد شددت على ضرورة أن يبقى المغرب مشتتا وفقيراً.
ولابد من الإشارة إلى أن للمغاربة أبواب في الفيتنام والقدس كما هو الحال في مدريد كذلك والعديد من المناطق.. فثقافة الأبواب خصوصية مغربية بامتياز، وخاب كل من أراد الالتصاق وتحريف المصطلحات ليشملهم اسم المغرب كذلك.. فالجزائر كلها لا تمتلك أسوار أو أبواب تاريخية.. كتلك الموجودة في العديد من المدن المغربية.. (سلا، الرباط، فاس، مكناس، جديدة، الصويرة، أكادير، مراكش، طنجة..إلخ) ففاقد الشيء لا يعطيه.. والتاريخ يكتب بدماء التضحيات وليس بتحريف الكلمات وتزوير المعطيات.