تمغربيت:
تزخر الإمبراطورية المغربية الشريفة بتاريخ مجيد وعريق.. حكمت هذه الأرض الشريفة العديد من السلالات ولكل سلالة بصمة راسخة على ملامح الهوية المغربية.. من الحروب إلى العلوم.. ففي العهد المريني عرفت المملكة المغربية الشريفة ازدهاراً ثقافيا وروحياً ملفتا بالإضافة إلى تطور المعمار.
وتميز سلاطين الدولة المغربية على مر التاريخ بالذكاء والنباهة وحسن القيادة والقوة بل وحتى العلوم.. سنترك معاركهم الخالدة رحمهم الله على جنب وسنتطرق إلى علومهم.. ففي عهد بني مرين أصبح المغرب منارة علمية بامتياز وعرفت فاس أجمل فتراتها في عهدهم.. وكان لجامعة القرويين دور مهم.. كما اهتموا أيضا بإضافة الكراسي العلمية لتصبح الأكبر عالمياً آنذاك.. وكانت قبلة للعلماء والفقهاء من جميع أقطار العالم.
في هذا السياق، اهتم سلاطين بنو مرين بالعلوم وتطويرها فقد شجعوا العلماء والأدباء والفقهاء للنهوض بالجانب الثقافي. كما عرف الخط المغربي شهرة واسعة.. ووظف في الكثير من النقوش والزخرفة. فقد احترف سلاطين بني مرين كتابة القرآن الكريم.. حتى لقب السلطان أبي الحسن المريني بالسلطان الخطاط، وهو يعتبر أحد أعظم سلاطين المغرب في التاريخ نظراً لمعاركه التي كتبت بمداد من ذهب.
وتتمة لما قلناه فقد كان السلطان أبي الحسن المريني مولع بكتابة المصاحف ولعل أشهرها هي الربعة المغربية تلك الموجودة بالمسجد الأقصى.. والتي كتبها بالخط المغربي المبسوط كما استعمل الخط الكوفي في عناوين السور وخواتمها.. وتفنن السلطان المريني في كتابة القرآن الكريم باستعمال الحبر الممزوج بالزعفران والمسك والذهب.. مستعيناً ببعض الزخرفة المغربية على جنبات الورق.. لتعطينا مصحفاً أنيقاً يليق بمقامه في المسجد الأقصى.
وكانت المصاحف تعتبر من أفخم الهدايا التي يمكن إرسالها.. فالربعة المغربية الموجودة بقبة الصخرة تعتبر من أجمل المصاحف في العالم وتعبر عن مدى اهتمام سلاطين المغرب بكتابة المصاحف ليكون أبي الحسن المريني من بين أمهر خطاطي سلاطين المغرب الإسلامي.