تمغربيت:
للحرب على غزة تداعيات متعددة.. منها ما هو اقتصادي قد يعصف باقتصاد إسرائيل وبعض دول المنطقة، خصوصا في المجال الطاقي والسياحي ومجال الأسفار.. ومنها ما هو إنساني واجتماعي بعد سقوط عشرات الآلاف من المدنيين فضلا عن تهجير أكثر من مليون فلسطيني من شمال القطاع إلى حدود مصر جنوبا.. ومنها ما هو سياسي ..
في هذا الصدد، بدأ الحديث عن التداعيات السياسية بشدة تحت عنوان :” ما بعد الحرب”.. إذ يتنبأ الخبراء والإعلام الدولي بتغييرات هيكلية ستعصف بعدة أطراف في غزة، وإسرائيل، والولايات المتحدة الأمريكية..
الحديث يتعلق بغزة ما بعد الحرب بدون حماس، فإسرائيل وكل الغرب وراءها يدعم الطرح الإسرائيلي، الذي يريد مَحو حركة حماس من الخريطة السياسية الفلسطينية، بعد عمليتها يوم 7 أكتوبر الماضي.. والذي يجمع المحللون السياسيون أنها وقعت بإيعاز من إيران وفق استراتيجيتها الإقليمية للهيمنة لوحدها على المنطقة.. في ضرب للتحالف السعودي الأمريكي الإسرائيلي، الذي من أهدافه تمكين السعودية من التكنولوجيا النووية.. وكذا تشكيل تحالف دفاعي سعودي أمريكي.. فضلا عن الأسلحة الإسرائيلية المتطورة التي ستمتلكها السعودية بفضل هكذا تحالف..
كما يتعلق الأمر بمستقبل نتنياهو، إذ عرفت شوارع إسرائيل، أشهر قبل 7 أكتوبر، تظاهرات كبيرة ضده وضد القوانين التي أراد تمريرها بخصوص القضاء في إسرائيل .. وجاءت عملية “طوفان الأقصى” التي خلفت 1.400 قتيل إسرائيلي وأسرى وجرحى، لتزيد من كراهية ومعارضة الشارع الإسرائيلي لرئيس الوزراء وحكومته اليمينية المتطرفة.. نتنياهو إذا يُؤكد المحللون أنه لن يكون له مكان في السلطة، ما بعد الحرب..
ثالث الغير مرغوب فيهم، هو “جو بايدن” الرئيس الأمريكي، الذي ساند إسرائيل بالطول والعرض، بل دعم موقف إسرائيل بعدم وقف الحرب إلى أجل غير مسمى (حدده نتنياهو بسحق حماس) وإرساء سلطة بديلة بغزة ..
في هذا الصدد، هناك كتلة ناخبة مسلمة مهمة في أمريكا مُجمِعة على عدم دعم انتخاب بايدن في الانتخابات القادمة.. علما أن أصواتهم كان لها دورا كبيرا في صعوده للرئاسة.. كما أظهر استطلاع للرأي مؤخرا، أن شعبية بايدن بين الأمريكيين العرب والمسلمين انخفضت إلى 17% حاليا فقط.