تمغربيت:
صدق من سماها شبه دولة، أو زريبة، أو حظيرة.. أو حتى كوريا الشرقية.. والأمثلة كثيرة بحيث لا يمكن عدها.. فالجزائر بانغلاقها، تعيش عزلة إرادية أو عزلة ممنهجة لشعبها وسط سجن كبير مفتوح.. عزلة وسط إقليمها المغاربي، ووسط محيطها العربي، فضلا عن عزلتها على المستوى القاري والدولي..
ولنأخذ مثال سوق السيارات (مثلا مثلا).. فالمغرب يسير بخطى ثابتة في مجال تصنيع (وليس تركيب) السيارات بالمغرب لعدد من أنواع السيارات.. إنتاجا وتصنيعا وتصديرا نحو أربع قارات (74 دولة بالعالم)، إلى أن وصل إنتاج السيارات اليوم إلى 700 ألف سيارة سنويا، 90% منها للتصدير.. ويتجه المغرب حاليا لتصنيع السيارات الهجينة والكهربائية وبطاريات السيارات ووو ..
في تلك الأثناء كانت الجزائر شرق الجدار تحاول جاهدة معاندة ( وليس منافسة) المغرب في هذا المجال، مع أنها لم تكن تمتلك أية بنية تحتية لاستقبال هذه الصناعة المتطورة، وما زالت حالتها هي هي إلى اليوم .. فدخلت غمار (تركيب) السيارات، في عهد بوتفليقة.. والذي تبين فيما بعد، وعلى لسان عبد المجيد زين الأسامي نفسه، أن الجزائر كان لها نصيب نفخ العجلات فيها لا غير ! فأمر رئيس الجمهورية في عام 2021 بإنهاء تلكم المهزلة والمسخرة .. وأدخل المسؤولين عنها السجن ..
تبون يأمر باسترداد شيري الصينية الإسرائيلية
سعادة الرئيس لم يكتف بهذا، بل أغلق باب استيراد السيارات، فحرم السوق الجزائري من 400 ألف سيارة جديدة يتم تداولها كل سنة.. فعلا صدق من سماها “كوريا الشرقية” !
ومع اقتراب الانتخابات المقبلة (2024 وهي على الأبواب)، وبما أن فخامة الرئيس لم يقم بأي إنجاز يذكر منذ 2019، سنة توليه السلطة الغير الشرعية.. ها هو يسارع الزمن لفتح باب الاستيراد ثانية، عسى الشعب يرضى عليه وربما العسكر أيضا..
وبعد مهزلة ( فياط 500 FIAT)، أمر (سعادته) باستيراد “شيري CHERY TIGGO PRO ” الصينية-الإسرائيلية، لتنضاف إلى مهزلة جزائر الشعارات “زالمة أو مزلومة” التي تتعاقد مع شركات إسرائيلية (تابعة للدولة العبرية) !
واليوم، تنضاف مهزلة أخرى، إلى المهازل السابقة، حيث سمح صاحب السعادة والفخامة، باستيراد السيارة الكورية “هيونداي إي 20 – Hyundai i20” .. وكأنه يسقي الشعب الجزائري بتقنية التنقيط (الكوت آ كوت goute à goute) .. والغريب في الأمر، أن هذه السيارات تدخل للسوق الجزائري عبر وكيل سيارات واحد .. بكل ربوع الدولة القارة .. فلا توجد إلا بتلمسان..
هذه هي جزائر العسكر .. والجزائر الجديدة .. والجزائر القارة والقوة الضاربة (فالحيط) ..
أما قصة الفارق المهول بين ثمنها في الجزائر مقارنة بثمنها في المغرب .. والذي صدم الجزائريين، فأتركه لمقالتي المقبلة ..