تمغربيت:
قبل سقوط مدينة غرناطة آخر معاقل المسلمين بالأندلس بسنين قليلة.. أخدت المسيحية منعرج خطير، فقد بدأت تأخد بزمام السلطة في أوروبا وتصدر أحكام تفتقد للدليل.. سميت بمحاكم التفتيش، ذلك الاسم الأكثر رعباً في تاريخ الأندلس.. والتي لازالت ذاكرة “مواركة” أي الموريسكيين تحتفظ بها إلى يومنا هذا.
ورغم ارتباط هذا الإسم بالأندلس إلاّ أن القصة بدأت قبل سقوط غرناطة.. فقد انتشرت السلطة المسيحية في أوروبا.. لتتحول لمحاكم التفتيش فيما بعد.. بداعي حماية المجتمع المسيحي من السحر والكفر.. فقد كانت تهم السحر مثلاً ممكن أن تطال الأطباء والفلاسفة رغم غياب الدليل.. فتكون بذلك وسيلة يمارس بها الضغط لعدم مخالفة تعاليم البابا.
في هذا السياق وبعد وصول الملكة إيزابيلا للعرش الإسباني.. عزمت أن ترتدي الأسود وأن لا تقرب الاستحمام حتى تُسقط غرناطة من حكم المسلمين.. والذي كان يحكمها آنذاك عبيد الله.. وبعد سقوطها سنة 1492م وقع اتفاق يقضي بعدم الاعتداء على المسلمين.. لكن لا معاهدات مع “لحرايمي”، فقد تم نقض جميع المعاهدات، وجلبت محاكم التفتيش للأندلس.. لتبدأ معانات المسلمين مع هذا الإسم المرعب.
بعض أنواع التعذيب
لقد كانوا يعذبون المغاربة بأبشع أنواع التعذيب والتنكيل.. من الحازوق إلى حرق المسلمين أحياء وسط المدينة، وصولاً لتكسير العظام بالضغط.. كما كانوا يربطونهم على الحديد.. ويتم إشعال النار تحت الحديد لينتهي بحترق لحم الموريسكيين.. فقد كانت معاناة شعب “مواركة” أي الموريسكيين لا يمكن أن تُتصور، فقد اضطروا إلى ممارسة الشعائر الدينية في الخفاء فاستعانوا بلغتين العربية في البيت والقشتالية في الخارج وتغيير الأسماء ثم الهوية بل حتى الذهاب إلى الكنسية.
تصحيح معنى كلمة الموريسكيين
ولتصحيح بعد الأخطاء القادمة من المشرق عن الموريسكيين فاسم “موريسكي” هي كلمة إستصغار وإحتقار لكلمة “ماروكي” وتحقيرها “موريسكوس” باللغة الإسبانية.. كما أن اسمهم كذلك “مواركة” وهي كلها أسامي قريبة لإسم المغرب، وهنا سنحيل إلى وثيقة موجودة في المكتبة الإسبانية بمدريد.. أن زعيم طائقة الموريسكيين كان إسمه مولاي فاس وهو حفيد السلطان عبد الحق المريني آخر سلاطين بني مرين.