تمغربيت:
عرفت المملكة المغربية الشريفة عدة محطات تاريخية مشرفة منذ قبل التاريخ إلى العلويين.. فالفطرة الكونية تُخْضِع الدول إلى منطق الطبيعة وهو العلو والنزول حسب الأحداث التاريخية.
ولهذا وبعد انهيار الدولة السعدية عمت فوضى في أرجاء الإمبراطورية المغربية الشريفة، فظهر العلويين في فترة تعتبر الأصعب في تاريخ المغرب حيث عرفت بالانقسامات بين القبائل والاكتفاء بالزوايا.. فلم يكن الأمر يروق للمولى إسماعيل.. الذي كان يمني النفس بجمع شمل قبائل المغرب وتوحيدها.. لتكون له شورى مع كبار العلماء عن المنطقة أو القبيلة التي يمكن الاستعانة بها لنشر العدل ويمكن الاعتماد عليها في معارك توحيد المغرب.. فنصحوه بجيش عبيد المنصور الذهبي زمن السعديين والذي كان يتكون من 10 آلاف.. فوصل إليهم وقادهم إلى منطقة شنقيط ليبسط قبضته هناك وهزمهم ودخل معه نحو 2000 جندي جديد سعى على تدريبهم حتى أصبحوا من خيرة الفرسان وبدأ جيش العبيد يكبر ويكبر إلا أن قرر المولى إسماعيل تغير الاسم وتسميته جيش عبيد البخاري.
سبب تسمية عبيد البخاري
وفي هذا السياق وحسب الناصري قرر المولى إسماعيل.. تغيير الاسم إلى جيش عبيد البخاري، ومعنى ذلك هو القسم على كتاب صحيح البخاري.. وأن يكون الحكم بالسنة وما هو موجود في هذا الكتاب.. لتكون هذه قصة وراء اختيار الاسم.. فتنامى حلم المولى إسماعيل في استرجاع أمجاد المرابطين والموحدين والمرينيين والسعديين.. ليتجه إلى السواحل المغربية حررها من الاحتلال الإسباني والبرتغالي والإنجليزي ووحد الصفوف الداخلية وبدأ فجر دولة قوية يظهر في سماء المملكة الشريفة وساهم في إخماد نار الفتنة في الكثير من المناطق المغربية إلى أن استقرت أحوال الدولة العلوية كليا في عهد السلطان محمد الثالث.
لتكون هذه قصة تسمية جيش عبيد البخاري التي يرددها أحفاد سنبل آغا ليل نهار فهذا جيش من رجال استطاع تحرير البلاد وتوحيد الصفوف وطرد المستعمر بما هو موجود في كتاب صحيح البخاري.. لنكون قد تصفحنا معاً صفحة جديدة من صفحات الإمبراطورية المغربية الشريفة.