تمغربيت:
الصورة مقتطفة من مقابلة حصرية للقيادي في حركة حماس موسى أبو مرزوق مع قناة CBS.. حيث أجاب بكل وضوح للقناة الغربية:
” Anyone get killed by Hamas on the civilian side, it’s a mistake. It’s wrong“
أي أن ” أي شخص يُقتَل على يد حماس من الجانب المدني، فهو خطأ. هذا خطأ”
هكذا تتكلم حماس (وغيرها بالمناسبة) مع الغرب.. بلغة واضحة بدون مزايدات ولا لف ولا دوران.. بينما يتكلمون عبر الجزيرة وأخواتها، للجمهور العربي، بكلام آخر فيه تزوير للحقائق ومزايدات وعنتريات ووو.
وهذا ما أشرنا إليه مرارا عبر هذا المنبر، من أن الكثير ممن يتبنون القضية الفلسطينية (للمتاجرة لا غير)، سواء كانوا فلسطينيين أو أمناء أحزاب من (إسلام سياسي إخواني ويسار راديكالي وقوميون عرب)، يكيلون دوما بمكيالين.. فيحاسبون مصر والسعودية والأردن والمغرب بأمور.. لا يستطيعون التلفظ بها أو بمثلها اتجاه تركيا وقطر وإيران.. وهذه طامة أخرى تنضاف لطامة التعبير للقنوات الغربية بكلام يعكس حقيقة الأمور، بينما يزايدون ويزورون الحقائق أمام الإعلام العربي..
ها هو أبو مرزوق نفسه، يصف قتل المدنيين الإسرائيليين بالخطأ.. والحقيقة أنه في العرف الدولي هو إرهاب أيضا.. مثلما هو خطأ طبعا وإرهاب حين تقوم به إسرائيل..
لكن مثل هذا الكلام لا يروق لمن يخلط بين حماس وغزة أو بين حماس والقضية الفلسطينية.. فيقوم بناء على هذا الخلط، بتخوين الآخر وربما تكفيره أيضا، والمزايدة على الآخر..
وعليه، فالقضية الفلسطينية العادلة لا تحتاج إلى مزايدات وتصنبف الناس والأنظمة بين الشجعان والخونة.. القضية الفلسطينية تحتاج أولا إلى وحدة الصف الفلسطيني.. ومنظمة التحرير الفلسطينية موجودة لهذا الغرض كمنظمة مُوَحِّدة لكافة التيارات الفلسطينية الإسلامية منها والوطنية والعلمانية.. والسلطة الفلسطينية تحتاج دعما من كافة الشعب والتنظيمات الفلسطينية وليس من قبل بعضها فقط لتمثيل كل الشعب الفلسطيني وجميع التنظيمات والحركات الفلسطينية.. لتجعل منها المُحاور القوي أمام إسرائيل وأمام المنتظم الدولي (بدعم عربي وإسلامي طبعا) ..
وبعدها فقط يمكن الحديث عن إعادة الحوار الإسرائيلي الفلسطيني في إطار حل الدولتين كسبيل وحيد لقيام دولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية.. أما زمن العمليات العشوائية التي لا أهداف محددة لها فقد ولى.. وقد أظهر فشله التام في حرب ما بعد 7 أكتوبر.. خصوصا بعد خضوع وخنوع محور “المقاولة والمماتعة” بقيادة إيران وأذرعها العسكرية (حزب الله وفيلق القدس والحوثي والحشد العراقي ووو)..