تمغربيت:
مناسبة زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للجزائر.. كانت فرصة للصحافة الجزائرية لجرد ومراجعة “التبادلات الاقتصادية والتجارية” بين البلدين..
ورغم أن التجارة بين البلدين عرفت تطورا باعتبار ارتفاع قيمة المبادلات الاقتصادية والتجارية، حيث وصل حجمها إلى 5.5 مليار يورو في عام 2022.. إلا أن المعلوم هو وجود العديد من المنتجات التركية التي تغزو السوق الجزائرية، ولا وجود لمنتجات جزائرية بتركيا.. لهذا تتغاضى الصحافة الجزائرية على ذكر رصيد التبادلات بين البلدين.. فلا تعطي أية تفاصيل حول المنتجات الجزائرية المصدرة إلى تركيا.. ولا قيمتها ولا حجمها.. وبالتالي، فالعديد من الجزائريين يتحدثون عن عمليات تجارية في اتجاه واحد أي عن عمليات بيع منتجات تركية داخل الجزائر وصفر صادرات جزائرية لتركيا.. والحديث عن “تبادلات تجارية واقتصادية” خاطئ ومزور للحقيقة.. وهذا أمر طبيعي إذا علمنا أن الجزائر لا تمتلك اقتصادا متنوعا خارج المحروقات (وهو داخل ضمن الاقتصاد الغير منتج) ..
وفي سياق آخر، للمقارنة فقط.. فالتبادل التجاري والاقتصادي بين تركيا وإسرائيل يعرف انفجارا.. حيث وصلت التبادلات بينهما إلى 7.7 مليار يورو عام 2021 (حاليا يكون الرقم أعلى) .. وهو ما يجعل تركيا الشريك الاقتصادي الرابع لإسرائيل.
وبالتفصيل قليلا، تصدر إسرائيل إلى تركيا بضائع، معظمها من المعادن والمنتجات الأنيقة (الكماليات) والمطاط والبلاستيك. ومن ناحية أخرى، تستورد إسرائيل من تركيا، المعادن والأجزاء الإلكترونية والميكانيكية.. ومؤخرا كثر الحديث في حرب غزة عن تصدير تركيا للمنتجات الفلاحية لإسرائيل بشكل لافت.. هذا فضلا عن بيع وشراء الأسلحة فيما بينهما فهناك أسلحة تصدرها تركيا لإسرائيل والعكس أيضا وهذا لا يدخل في ما قلناه من أرقام عن التبادلات التجارية المدنية) ..