تمغربيت:
تصطدم المقولات الغربية الحديثة، التي يتغنى بها الغرب، من قبيل: الحرية .. حقوق الإنسان .. المساواة .. الأخوة الإنسانية .. الديمقراطية .. بالواقع الذي يعيشه العالم والأحداث العنيفة التي تعيشها بعض المجتمعات الغربية ..
القيم الإنسانية تخدم مصالح الغرب
ويا ما استخدم الغرب هذه المفاهيم والقيم والمبادئ الكونية، للتدخل سياسيا وعسكريا.. للإطاحة بأنظمة عربية أو إفريقية أو آسيوية أو ضد دول أمريكا اللاتينية وروسيا إلخ .. والأمثلة لا تحصى في هذا الصدد، نذكر فقط ببعضها مثل.. التدخل في العراق وسوريا وليبيا ونيكاراغوا والشيلي والهندوراس والحرب ضد روسيا ووو.
لكنه يتغاضى عنها حين يتعلق الأمر بخرقها من طرف الجيوش الغربية أو الجيش الإسرائيلي أو الشرطة والأمن في الدول الغربية، أو حين تتعدى بعض الجماعات المتطرفة بالغرب على مقدسات المسلمين من قرآن وشخص الرسول صلى الله عليه وسلم إلخ .. فتتغير اللغة وتتغير معها المفاهيم فتصبح على الشكل التالي: حق الدفاع عن النفس .. ومحاربة الإرهاب .. وحرية التعبير .. وحرية الصحافة .. إلخ
ففي سياق الحرب على غزة التي تعيش أسبوعها السادس، تكتفي الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية برمي الكرة على “المجتمع الدولي” .. هذا المجتمع الهيامي الذي لا يتوفر لا على حدود ولا جيش ولا سياسة معينة ولا قوة إلزامية وردعية ولا ولا ولا .. بينما الجميع يعلم أن أمريكا وحدها القادرة على إيقاف هذه الحرب وغيرها ..
وقبل هذه الحرب العشواء والشعواء، عاش العالم وخصوصا شعوب شمال إفريقيا على وقع المظاهرات العارمة في باريس ومدن فرنسا.. وذلك احتجاجا على قتل “اللا أمن الفرنسي” للمراهق الشاب “نائل” (17 عاما) .. فبعد توقيف القضاء الفرنسي للشرطي القاتل “احترازيا” قصد التحقيق في الحادثة العنصرية .. ها هي اليوم تعلن السلطات الفرنسية عن إطلاق سراحه بحجة أن “المعايير القانونية” لتوقيفه احترازيا “لا تبدو مستوفاة في هذه المرحلة من التحقيق”.
هكذا يتعامل الغرب مع دول العالم الغير غربي .. وهكذا يتم الكيل بمكيالين، باستخدام نفس المبادئ الإنسانية والكونية .. وهكذا يتعين علينا الوعي بأن “القوة والمصلحة” هما المعيارين الوحيدين التي تتعامل بها الدول والأنظمة، وما عداهما مجرد مبادئ نظرية ومثالية جميلة مازال أحرار العالم يحاولون تَمَثّلها وتنزيلها في الواقع الكوني والإنساني..