تمغربيت:
ظهرت في الفترة القليلة الماضية حفنة من المدلسين.. تريد الركوب على كل ما هو مغربي، وقد دفعها إلى تزوير التاريخ وتحريف الكلام عن مواضعه.. من أجل أن يجد له موطأ قدم في تاريخ الغرب الإسلامي، والذي يقتصر فقط على المملكة المغربية الشريفة وفرعها في الأندلس.
لقد صدّرت الإمبراطورية المغربية الشريفة حضارة وعلوم جميلة وأنيقة للأندلس.. والتي كنا ولازلنا نحسبها قطعة مغربية وستعود إن شاء الله.. لأن المستعمر لا ينشر الحضارة والبنيان.. إلاّ إن كان يراها جزء لا يتجزأ من أرضه، كما أن فضل المغرب على الأندلس كبير من الحروب إلى العلوم.
سنترك الحروب والمعارك ونكتفي بالعلوم ومن صدرها، فعلماء المغرب كثر ولله الحمد وفضلهم على الأمة الإسلامية.. لا يمكن إنكارها أو التنقيص منه.
في هذا السياق، نذكر بعض العلوم التي لم نرى لها نظير عند إخواننا في المشرق.. ماعدا في المملكة المغربية كالساعات المائية والموجودة في المدارس بكثرة.. إلى جانب الأرقام الغبارية المغربية لابن الياسمين والشريف الإدريسي أحد مؤسسي علم الجغرافيا.. والقائمة طويلة بل فيها حتى من أبدع في النحو كأبو موسى الجزولي وغيرهم الكثير.
هي إذن واحدة من العلوم التي حيرت العلماء حتى زمننا هذا ونتكلم هنا عن بهو السباع.. وما أدرك ما بهو السباع وهو عبارة عن ساعة مائية معقدة تتكون من 12 الأسد على شكل دائري.. كالساعة اليدوية تماماً وحسب الساعة تنساب المياه من أفواه أسد من الأسود.. فقد ظلت شفرة بهو السباع عصية على خبراء إسبانيا حتى استدعت فريق مغربي تمكن من إصلاحها بحكم هذه العلوم والأبهة ترسخت في المغرب ووصلت فروعها للأندلس.
وتتمة لما قلناه فقد استطاع مواطن مغربي بسيط صناعة بهو السباع من جديد بنفس التكنولوجيا المعقدة وبنفس الشكل.. فعلوم المعمار المغربي الأندلسي تسري في عروق المغاربة فقد بنينا قصر يفوق قصر الحمراء جمالاً وعظمة ألا وهو “قصر البديع” أعجوبة العجائب.