تمغربيت:
أثارتني صور عديدة وتعبيرات صحفية دقيقة تم تداولها في إعلام العسكر الجزائري.. حيث كتبت “أوراس” (إحدى الأحذية الإعلامية العسكرية بالجزائر) تقول.. “بمشاركة سفيرة أمريكا.. أحزاب جزائرية تزور الصحراء الغربية” (والمقصود جمهورية تندوف).
أول تعليق لي على الخبر والصورة أن الجزائر تثبت كل يوم للعالم أنها صحافة إشاعات وكذب وبردعة وتزوير للحقائق لا غير.. ذلك أن ممثلي الأحزاب الجزائرية اجتمعوا بالسفيرة الأمريكية في الجزائر العاصمة قبل “حجهم الغير مبرور” إلى فدرالية تندوف.. فالسفيرة لا ولم ولن تذهب إلى مخيمات البوليساريو لأن الأمر يخالف دبلوماسية بلادها المعترفة بكل وضوح بمغربية الصحراء..
وقد ظهر كذب هذه الأحذية العسكرية، من خلال الصور المأخوذة بفدرالية تندوف، حيث لم تلتقط لها أي صورة.. فيا للشوهة والمستوى المنحط الذي تنهجه الجزائر في تمرير أكاذيبها.. والتي يتم تعريتها بعد حين، لأن الزمن هو زمن العولمة والمعلومة المتاحة، وليس زمن السبعينات الذي وقفت فيه الجزائر..
تعليقي الثاني على الصورة، هو أن الجزائر غير مهتمة بفلسطين ولو بنسبة 1%.. فبينما العالم والعالم العربي تحديدا متجه دبلوماسيا وعبر المساعدات الإنسانية لمساعدة الفلسطينيين ومحاولة الحصول على هدنة ووقف إطلاق النار ووو فالجزائر تتجه جنوبا نحو قضيتها الوجودية.. وهذا شاهد على نفاقها منذ 61 سنة إلى يومنا.
إعلان تندوف عاصمة البوليساريو
أضيف أيضا، ما جاء على لسان صحفهم القائلة: أن “قادة الأحزاب الجزائرية يصلون جمهورية تندوف قادمين من الجمهورية الجزائرية”.. وهذا لعمري اعتراف أيما اعتراف بأن تندوف جمهورية منفصلة عن الجزائر.. واعتراف باستعمار تندوف من طرف البوليساريو.. وهذا يعتبر بمثابة إعطاء تعليمات عصابة العسكر لأحذيته الإعلامية باعتبار والتأكيد على اعتبار تندوف دولة وجمهورية وأنها ليست تحت سيادة الجزائر فهي تحت حكم البوليساريو.. وليعرف الجزائري أن الأمر رسمي: فهناك الجزائر بدون تندوف وهناك جمهورية تندوف كدولة مستقلة عن بلاده..
وبالتالي مادامت لا الجزائر ولا المعسكر الاشتراكي من قبل ولا البوليساريو، استطاعوا منذ 48 سنة أن ينالوا ولو حبة رمل واحدة من مغربية الصحراء.. وأن المجتمع الدولي في غالبيته أصبح مساندا للحكم الذاتي للصحراء تحت السيادة المغربية.. فلم يعد بُد أن تعلن الجزائر منطقة تندوف (المغربية سابقا) جمهورية للبوليساريو( وقادتها أصلا مغاربة من وسط المغرب ولا ينتمون لمناطق الجنوب المغربي).
الجزائر تستسلم إذا وتسمي الأمور بمسمياتها.. فصحافة عسكرها تقول بالواضح أن الجزائر جمهورية، والبوليساريو يحكمون الصحراء الغربية الواقعة بجمهورية تندوف.. بقي فقط على إعلام العسكر أن يردد ويكرر دائما هذه العبارات حتى تدخل في رأس الجزائريين ليقتنعوا بها.. والمسألة مسألة وقت فقط ..