تمغربيت:
لا يشك عربي، أن القضية الفلسطينية كانت تشكل دائما عاملا سياسيا محفزا تتفاعل معه الشعوب والأحزاب والتيارات في العالم العربي والإسلامي.. وأنها تمثل مدخلا وبوابة سياسية لهؤلاء جميعا..
والأمر يتجلى في التظاهرات والاحتجاج الواسع في العالم العربي والإسلامي.. كلما طغت فيه الآلة العسكرية الإسرائيلية على فلسطين والشعب الفلسطيني..
القضية الفلسطينية: محطات لفضح الأنظمة الاستبدادية
لكن هذه القضية أيضا تمثل تعرية وفضحا لبعض الأنظمة، خصوصا منها “طويلة اللسان وكثيرة الشعارات”.. حيث تبين أخيرا مع أحداث الحرب على غزة، تخوف بعض الأنظمة العربية من تحول “مظاهرات غزة” إلى احتجاجات مناهضة لحكومات هذه الأنظمة..
فقد أعادت المظاهرات الداعمة لغزة في بعض البلدان العربية إلى الأذهان موجة احتجاجات الربيع العربي. وإزاء ذلك، تخشى بعض الحكومات العربية من أن يسفر الصراع في غزة عن تغيير الوضع السياسي في داخل حدود بلادها.
ودائما الجزائر..
ولعل أول ما يصادفنا من أمثلة في هذا السياق، هو مثال الجزائر التي ترفع منذ 61 سنة شعارها البئيس دون أي فعل على أرض الواقع (شعار زالمة أو مزلومة) حيث منعت كل أشكال التضامن مع غزة.. خشية رجوع الحراك مرة أخرى ليطيح بهذا النظام الهش.. واكتفت بعد انفضاح أمرها وبعد خروج تظاهرات مليونية من المغرب إلى إندونيسيا.. بتنظيم تظاهرة مقننة على مقاس العسكر شارك فيها العسكر بزي مدني.. تظاهرة برعاية العسكر بشكل سافر ومفضوح.. لتصمت الجزائر بعدها صمت القبور..
تونس: عندما يحكم بويا عمر
أما تونس التي يتحكم فيها الدكتاتور قيس سعيد، والذي قضى على البرلمان والحكومة والدستور الذي صعد بفضله إلى السلطة.. سعيد الذي طالما استغل في السابق القضية الفلسطينية لكسب التعاطف الشعبي في البلاد بما يسهم في تعزيز شعبيته.. سمح للتوانسة بالاحتجاج المؤيدة لفلسطين، كمتنفس له وللشعب التونسي المقهور بالأزمة الاقتصادية والمالية لتونس والانسداد السياسي بالبلاد.. فموقفه الرنان لتفريغ الغضب ضد إسرائيل بعيدا عن سياسة قيس سعيد الفاشلة لصرف النظر والانتباه عن الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعصف بالبلاد منذ 2011..