تمغربيت:
صفحة جديدة من صفحات تاريخ الإمبراطورية المغربية الشريفة، سنتطرق من خلال هذه المقالة لمعركة أقليش.. التي دارت أحداثها في قطعة مهمة من أرض المغرب الإسلامي.. وبالضبط في مدينة أقليش بالأندلس المغربية.. معركة لا تقل أهمية وقوة عن معركة الزلاقة الشهيرة.
ولربما كل ما تحتفظ به الذاكرة المغربية عن إمبراطورية المرابطين بالمغرب.. هي ملحمة الزلاقة المجيدة، والتي سطر عليها بطل وأسد وأمير المسلمين المغربي يوسف بن تاشفين.. فخر لمتونة بالساقية الحمراء بالصحراء الغربية المغربية.. والذي كانت له صولات وجولات في شمال إفريقيا والأندلس.. كما كانت لأبي بكر اللمتوني فتوحات في إفريقيا. وكنا قد رأينا كيف كان سببا في دخول أكثر من 15 دولة من غرب إفريقيا (بالتقسيم الحالي) للإسلام.
لقد ارتبطت قوة المرابطين لدى أذهان القشتاليين.. بأمير المسلمين يوسف بن تاشفين.. وجزمهم أن قوة المغرب تكمن في أميرهم ولهذا وبعد سماعهم بمرض هذا الأخير.. قرر أدفونش السادس استغلال الفترة الانتقالية في الدولة المغربية وعادوته أحلام استرداد الأندلس.. والانتقام لموقعة الزلاقة والرد الميداني الساحق لأمير المسلمين على رسالة ملك قشتالة الطاغية.
في هذا السياق، وبعد موت أمير المسلمين يوسف بن تاشفين، وانشغال المسلمين بذلك قرر القشتاليون الهجوم على إشبيلية.. وقتلوا ونهبوا وعاثوا فيها فسادا، فقرر الأمير علي بن يوسف ابن يوسف بن تاشفين.. السير على خطى أبيه فخطط للانتقام وإذاقة العجوز ألفونس السادس من نفس كأس الزلاقة.. وانه أسد مرابطي جديد قد ظهر للساحة.
موقعة أقليش
أمر خليفة المسلمين أخاه الأمير تميم قائد جيوش المرابطين بالأندلس.. بتجهيز الجيوش وتوحيد الصفوف.. فوقع اختيار الإمبراطورية المغربية الشريفة على مدينة أقليش.. أقوى مدن القشتاليين مدينة محصنة وصعبة الاختراق.. فتبنى استراتيجية وتكتيك ذكيين يقضي بضرب مركز قوة القشتاليين.. فدارت معركة عنيفة بين جيش المرابطين بقيادة أخيه تميم وبين جيوش قشتالة بقيادة ابن ألفونسو سانشو.. ورغم التفوق العددي للعدو إلا أن المرابطين استطاعوا قتل ابن الملك وحاشيته. فعمت الفوضى في صفوف القشتاليين فكان نصراً ساحقاً للأمير علي بن يوسف المرابطي ملك المغرب.
واستمرارا لهذا التفوق، بسطت الإمبراطورية المغربية الشريفة سلطتها على الأندلس لقرون من الزمن.. ودائما نذكر لعل الذكرى تنفع المؤمنين فلولا خيانات بنو الأحمر لما سقطت الأندلس إلى الآن.