تمغربيت:
كما أصبح معلوما، تبنى مجلس الأمن يوم 30 أكتوبر 2023، القرار 2703، المتعلق بنزاع الصحراء، مشكلا استمرارا وامتدادا، للقرار 2602 الصادر سنة 2021، والقرار 2654 الصادر سنة 2022.. لما في مضامينه من تطابق مع مضامين القرارين السابقين ..
وبالتالي وجب التذكير، أن الجزائر سبق لها أن أدانت بشدة، رفقة حركتها الوظيفية البوليساريو، القرارين السابقين : 2602 و 2654.. باعتبارهما قرارات “متحيزة”، وأنها تفتقر للمسؤولية و ما إلى ذلك من الكلام الذي اكل عليه الدهر وشرب.
لكنها اليوم لم تعاود نفس النقد والإدانة، ربما لكون الصدمة كانت قوية حينما خذلتها كل من فرنسا والصين الداعمتان للحكم الذاتي، وروسيا التي لم تلجأ كعادتها لحق الفيتو، متحفظة على الولايات المتحدة وليس على القرار (وهذا موضوع آخر يهم الصراع القديم الجديد بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية)
في الوقت الذي رحب المغرب بالقرار الحالي 2703، على غرار القرارين السابقين، وكذا ال 20 قرارا التي صدرت منذ 2007 إلى اليوم..
فرنسا تأييد مخطط الحكم الذاتي
في السابق، حاولت الجزائر التعبير عن غضبها ضد الموقف الفرنسي، تلميحا طبعا وليس تصريحا.. لكنها اليوم، ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية، والتي تتحكم فيها فرنسا بكامل تفاصيلها وخيوطها.. لم تستطع قول شيء أو انتقاد فرنسا بخصوص موقفها.. فالوقت اليوم ليس لدعم البوليساريو في مجلس الأمن، ولا للوم فرنسا عن موقفها التاريخي المؤيد للحكم الذاتي، والذي عبر عنه السفير الممثل الدائم لفرنسا لدى الأمم المتحدة، نيكولا دو ريفيير، بقوله: “أذكّر بدعم فرنسا التاريخي والواضح والثابت للمخطط المغربي للحكم الذاتي. هذا المخطط مطروح على الطاولة منذ سنة 2007. وقد حان الوقت الآن للمضي قدما”.. الأمر الذي يكرس، سمو المبادرة المغربية للحكم الذاتي، لطي النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية.
فمع اقتراب الانتخابات الرئاسية بالجزائر، وسماح ماكرون أخيرا لعبد المجيد زين الأسامي بزيارة فرنسا كعربون وضمان لعهدة ثانية.. لم يبق مجال للجزائر للمناورة أو التعليق على القرار أو انتقاد الموقف الفرنسي.. معتبرة أن القرار 2730 يشبه 2654 كما يشبه 2602 .. مفضلة الصمت عوض العويل كعادتها..
الجزائر إذا تحت وقع الصدمة من جهة؛ الصدمة التي جاءتها من فرنسا، حيث كانت تظن أن الأزمة المغربية الفرنسية بإمكانها أن تغير الموقف الفرنسي المعهود والذي يفيد دعمها للأطروحة المغربية والحكم الذاتي.. الأمر الذي لم يقع؛ فقد تم إرجاع السفراء أسابيع فقط قُبَيل اجتماع مجلس الأمن..
والجزائر أيضا تحت ضغط الانتخابات الرئاسية التي يتم التخطيط لها ودراستها والمصادقة عليها والتحكم في كل خيوطها وتفاصيلها .. وبالتالي يمكن القول أنه يتم طبخها في مطبخ الإيليزي..
الجزائر بهكذا صمت، عبرت عن عجزها هذا العام عن غير العادة، أمام الصدمة الفرنسية من جهة والضغط الفرنسي من جهة أخرى .. وبرهنت لمن يعرف ومن لا يعرف أنها مجرد شبه دولة وظيفية لفرنسا، ومازالت مقاطعة فرنسية تابعة للوزارة والشؤون الداخلية الفرنسية..