تمغربيت:
بعدما تم طرد وزير الخارجية الجزائري، الدبلوماسي صبري بوقادوم، من وزارة الخارجية، ب “أمر” من قاهر الدبلوماسية الجزائرية السيد ناصر بوريطة .. فلم نعد نسمع له حسًّا ولا ذكرا.. ها هو يظهر على الساحة الدبلوماسية الجزائرية من جديد ..
بوقادوم المطرود غير مأسوف عليه، بعد فشله مثل أربع تعيينات بالخارجية الهوووكية أمام الأسد المغربي بوريطة.. قررت الجزائر إعادته للسلك الدبلوماسي، عبر بوابة تعيينه، سفيرا للجزائر لدى الولايات المتحدة الأمريكية.. خلفا لمحد حماش..
وجاء هذا التعيين، بعد فشل الجزائر في معاداة الغرب ومعادة الدولار الأمريكي، من أجل النجاح في دخول “بريكس”، الذي تراه الجزائر حلفا اقتصاديا “شيوعيا واشتراكيا وسوفياتيا” في زمن انقرضت فيه الاتحاد السوفييتي والشيوعية والاشتراكية والمعسكر الشرقي.. ذلك أن بلاد هوووك وقف بها الزمن كما كررنا مرارا في سبعينيات القرن الماضي !
كلمات لافروف تختزل ما يعيشه نظام العسكر
الجزائر التي وصفها “لافروف” بأنها دون مستوى الدخول لهكذا حلف اقتصادي، كونها لا تتوفر على قيمة مضافة لهذا التجمع الاقتصادي مثل السعودية والإمارات ومصر وإثيوبيا.. لأسباب متعددة منها: أن الجزائر بلد بلا هيبة ولا وزن ولا مواقف سياسية دولية.. الجزائر هذه، تريد تدارك الموقف وتعويض الخيبة التي منيت بها.. وذلك بفتح صفحة جديدة مع الأميركيين والغربيين بشكل عام، ومع واشنطن وباريس والاتحاد الأوروبي بشكل خاص..
هذا السياق يشهد له أيضا، محاولة إعادة تطبيع علاقاتها مع مدريد، بعد فشلها تجاريا واجتماعيا واقتصاديا على إثر قطيعتها مع إسبانيا لعام ونصف، مباشرة بعد إعلان إسبانيا لموقفها السيادي الداعم لمغربية الصحراء..
كلها إذا مؤشرات على مراجعة دبلوماسية جزائرية في التعاطي مع الأميركيين ومحيطها الأوروبي.
لكن لماذا بوقادوم وليس غيره؟ ولماذا في هذا التوقيت؟ .. ولعل الجواب موجود لدى أوساط جزائرية ربطت هذا التعيين بعملية “إبعاد”.. هذه الشخصية عن الساحة الداخلية الجزائرية، حيث كان اسم بوقادوم مطروحا لدى بعض الأجنحة من العسكر.. في الدولة العميقة كمرشح للسلطة في الانتخابات الرئاسية القادمة 2024، كمنافس قوي جدا ل”عمو عبد المجيد زين السمية”.. في ظل رفض بعض الأجنحة لإعادة عمو تبون لعهدة ثانية.. فالرجل لا يحظى بالإجماع داخل دوائر السلطة العسكرية المتحكمة في الواجهة الرئاسية المدنية.