تمغربيت:
بقلم الأستاذ الحسن شلال
المتاجرة باسم فلسطين مثلا في بلدان الشعارات.. أي في الأنظمة الشمولية الشيعية أو العسكرية بالعالم العربي، تجارة مربحة على المستوى السياسي، حيث تعد أفضل ملهاة للشعوب عن مآسيها وانهيار اقتصاد بلدانها وفراغ خزينة دولها.. إيران والجزائر وسوريا والعراق إلخ، بلدان نجحت إلى حد كبير في تدجين شعوبها بهكذا الأسلوب..
الجزائر والمتاجرة باسم فلسطين
لكن في الجزائر، فوق هذا الأسلوب الدنيء، توجد تجارة حقيقية أيضا باسم فلسطين وراية فلسطين وشعارات تدندن حول فلسطين.. تجارة بمعناها الحقيقي من بيع وشراء.. تجارة عبر الأنترنيت، لا تحتاج من أصحابها امتلاك أو كراء محلات تجارية، ولا سجل تجاري ولا رأسمال كبير ..
فالمتاجرة بفلسطين التي ظهرت مؤخرا في الجزائر، تحتاج فنجان بلاستيك مثلا و قمصان عادية جدا وقبعات جذابة فقط.. وآلة لطبع رسوم وعبارات عن فلسطين، غالبا ما تكتب بالإنجليزية لمزيد من الجذب والجذبة والجاذبية.. من قبيل “FREE PALESTINE” أو “PRAY FOR GAZA” أو بكل بساطة “فلسطين PALESTINE” ..
هذه الأقمصة أو القبعات أو الأكواب البلاستيكية، التي يتم إضافة تلك العبارات عليها، تباع أغلى ثمنا من مثيلاتها في السوق بزيادة 20 إلى 30%.. حتى أن علم فلسطين حاليا يباع في الجزائر بثمن أكبر هو الآخر من ثمنه العادي خلال السنة..
فلسطين تجارة مربحة بحق .. على المستوى التجاري .. والسياسي ..
والضحية الفلسطينية من الشعب الفلسطيني المدني المظلوم، من طرف إسرائيل وأيضا من طرف الحركات السياسية والعسكرية الفلسطينية بكل أطيافها.. هذه الضحية التي دفعت وتدفع إلى يومنا، كل فواتير الحروب ما قبل 48 إلى اليوم .. هذه الضحية: الكل يتاجر بها حسب الطلب .. فمن أراد العنتريات أعطاه نظامه عنتريات .. ومن أراد شعارات منحه رئيسه شعارات .. ومن أراد صورا وعبارات على قميصه أو قبعته أو أو.. منحه تجار القضية عبر الأنترنيت ما أراد من أقمصة وألوان ورايات وعبارات.. وبين الأقمصة والشعارات.. ضاعت القضية