تمغربيت:
ليس فينا ولا منا من لم تنزل دموعه على شهداء غزة.. ولا يوجد مغربي من لم ينفطر قلبه وهو يرى العالم العربي مشتتا ضعيفا وبعضه متكالبا ومتاجرا بالقضية الفلسطينية. غير أن هذا التعاطف الأصيل في الطبع والطباع يجب أن يكون مثله أو أكثر عندما يتعلق الأمر بتراب الوطن وبالدم المغربي الذي سال لقرون وقرون.. من أجل أن ينعم المغاربة بدولة اسمها المغرب، لا تزال قصص بطولاتها تدرس في أرقى الكراسي والجامعات العالمية.
ولعل ما يثير الاستغراب والاشمئزاز معا هو صمت بعض المتأدلجين والمتأخونين كلما تعلق الأمر باستهداف الوطن.. أو مصيبة ضربت البلد أو نفس مغربية مسلمة ذهبت بسبب غدر المجرمين والانفصاليين.
في هذا الصدد، تعرضت مدينة السمارة المغربية ومعها جزء من الوطن المغربي إلى هجوم غادر من طرف تنظيم إرهابي مجرم.. وهو أمر عادي بالنسبة لحركة جعلت من الإرهاب ديدنها والخيانة عقيدتها والانفصال هدفها.. غير أن الغير العادي هو صمت أيتام أردوغان على هذه الجريمة وكأن الأمر لا يعنيهم أو أن هذه النفس البريئة لا ميزان لها في بورصة المتاجرة بالأزمات والجثث.
لقد ابتلينا في المغرب بعدو متربص في الجوار، وخونة “ساكنين وصامتين” في الداخل.. خونة يجيدون التماهي مع الشعوب ويرفعون “تقية” شعارات الوطنية والملكية، في انتظار أن تضعف الدولة أو أن تحل الأزمة فينقضوا عليها كما ينقض الضباع على فريستهم.
هم ملل ونحل.. وفرق وعصابات ما يفرقهم اكثر مما يجمعهم، بل وليس هناك ما يجمعهم إلا الحقد على الدولة وكراهية الوطن والتطلع إلى كرسي الحكم ولو على جثث الآلاف.. ولو تطلب الأمر إلى اقتسام غنيمة الوطن وكان نصيبهم منها حي أو دوار لا غير.
هؤلاء القوم تمكن منهم ورم الخيانة وتغلب وانتشر حتى أصبح يجري منهم مجرى الدماء والأوردة.. وأصبحت عبارة الوطن تثير اشمئزازهم ومصطلح تمغربيت بالنسبة لهم هو تعبير لفئة تجرؤوا أن ينعتوها ب “ولاد الحرام”.. وعبارة عاش الملك هي مرادف للانبطاح والذل والهوان.. فيا لا سخافة الأقدار ويا لا غدر الزمان
إلى هؤلاء نقول عاش الملك وعاش المغرب ولا عاش من خانه ولا عزاء للخونة