تمغربيت:
تزداد يوما بعد يوم، تداعيات الحرب على غزة.. وهو ما دفع بمجموعة من المحللين إلى دق ناقوس الخطر حول انعكاسات الحرب على الأوضاع في الشرق الأوسط.
فالحرب الحالية بين إسرائيل وحماس، كما أثرت على غزة؛ على مستوى تهجير الفلسطينيين من جهة، وقتل المدنيين بالآلاف من جهة ثانية، وتدمير بنايات وأحياء بكاملها إلخ.. قد أثرت أيضا على إسرائيل وقد تحترق بنيرانها وتداعياتها الاقتصادية والطاقية، كل دول الجوار ومنطقة الشرق الأوسط برمتها..
في هذا السياق.. جاءت الحرب ولم يتعافى العالم (بعدُ) من تبعات الركود الاقتصادي إثر وباء كوفيد 19.. والذي تلته مباشرة الحرب الروسية الأوكرانية.. هذان الحدثان أثرا بشكل رهيب على اقتصاد دول العالم، وعلى السياحة في العالم.. وعلى توريدات دول العالم من الطاقة.. وعلى نقص في التزود من القمح، وبالتالي وقع ما وقع من غلاء في الأسعار للمنتجات الفلاحية وغيرها بشكل غير مسبوق..
حرب حماس وإسرائيل قد تجر المنطقة إلى أزمة اقتصادية
حرب حماس/إسرائيل هي الأخرى لها تداعياتها وتأثيراتها في المنطقة والعالم، بحسب الخبراء الاقتصاديين.. ولا أدل على ذلك ما جاء على لسان المديرة العامة لصندوق النقد الدولي “كريستالينا غورغييفا” حيث قالت :”إن الحرب بين إسرائيل وحماس بدأت تؤثر بشكل سلبي على اقتصادات الدول المجاورة في المنطقة.” مضيفة: “لدينا دول تعتمد على السياحة، وعدم اليقين أمر قاتل لتدفق السياح.” .. وأيضا:” سيكون المستثمرون مترددين من الذهاب إلى الأمكنة التي يسودها عدم اليقين.. إذا نظرنا إلى الدول المجاورة – مصر ولبنان والأردن – فإن التأثير واضح بالفعل”.
غورغييفا لم تتوقف عند اقتصاديات المنطقة بل حذرت من “تداعيات الحرب على دول العالم.. خاصة عقب تحذير قادة في قطاع المصارف الدولي من أن الحرب قد توجه ضربة قوية للاقتصاد العالمي”.
رئيس البنك الدولي “أجاي بانجا” هو الآخر ذهب في نفس الاتجاه حيث قال: “إن التوترات الجيوسياسية التي تفاقمت بسبب الصراع في منطقة الشرق الأوسط تشكل أكبر تهديد للاقتصاد العالمي.” مضيفا: “هناك الكثير مما يحدث في العالم وعلى صعيد الجغرافيا السياسية في الحروب التي ترونها وما حدث للتو في إسرائيل وغزة. في نهاية المطاف، عندما تجمع كل هذا معا، أعتقد أن التأثير على التنمية الاقتصادية يكون أكثر خطورة”.
وتعد أولى القطاعات المتضررة مباشرة وبالمنطقة المباشرة والملتصقة بغزة/إسرائيل هو مجال الأسفار والسياحة.. خصوصا أن إسرائيل ومصر والأردن ولبنان دول تعتمد على السياحة بشكل كبير.. وبالأرقام، وحسب شركة فورورد كيز، المتخصصة في مجال بيانات الأسفار.. فالرحلات المستقبلية التي كانت مبرمجة انخفضت بالنسبة لإسرائيل بنسبة 187%.. ومصر ب 26% والأردن ب49% وبالنسبة للبنان بنسبة 74% .. وما هي سوى البداية بالتأكيد..
والجدير بالذكر، أن مصر والأردن ولبنان، دول تعيش أصلا وبدون هذه الحرب مشاكل اقتصادية كبيرة جدا وعليها ديون هائلة جدا.. مما ينذر بأزمات حقيقية تنتظر هذه البلدان الملتصقة مع فلسطين/إسرائيل..
(يتبع)